responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 653

(1) - بغير دليل.

ـ و قد قال الباقر و الصادق (ع) إن لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به‌ و الوجه في ذلك أنه سبحانه يقسم بخلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه لأن القسم يدل على عظم شأن المقسم به و جواب القسم محذوف فكأنه سبحانه أقسم فقال و هذه الأشياء لتبعثن و لتحاسبن‌} «يَوْمَ تَرْجُفُ اَلرََّاجِفَةُ» يعني النفخة الأولى التي يموت فيها جميع الخلائق و الراجفة صيحة عظيمة فيها تردد و اضطراب كالرعد إذا تمخض } «تَتْبَعُهَا اَلرََّادِفَةُ» يعني النفخة الثانية تعقب النفخة الأولى و هي التي يبعث معها الخلق و هو كقوله‌ «وَ نُفِخَ فِي اَلصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ إِلاََّ مَنْ شََاءَ اَللََّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‌ََ فَإِذََا هُمْ قِيََامٌ يَنْظُرُونَ» و يوم منصوب على معنى‌} «قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وََاجِفَةٌ» يوم ترجف الراجفة و معنى الواجفة الشديدة الاضطراب أيضا و هذا معنى قول الحسن و قتادة و غيرهما و قيل معناه يوم تضطرب الأرض اضطرابا شديدا و تحرك تحركا عظيما يعني يوم القيامة تتبعها الرادفة أي اضطرابة أخرى كائنة بعد الأولى في موضع الردف من الراكب فلا تزال تضطرب حتى تفنى كلها و قال ابن عباس معنى الواجفة خائفة و المراد بذلك أصحاب القلوب يعني أنها قلقة غير هادئة و لا ساكنة لما عاينت من أهوال يوم القيامة} «أَبْصََارُهََا خََاشِعَةٌ» أي ذليلة من هول ذلك اليوم قال عطاء يريد أبصار من مات على غير الإسلام‌} «يَقُولُونَ أَ إِنََّا لَمَرْدُودُونَ فِي اَلْحََافِرَةِ» أي يقول هؤلاء المنكرون للبعث من مشركي قريش و غيرهم في الدنيا إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت أ نرد إلى أول حالنا و ابتداء أمرنا فنصير أحياء كما كنا و الحافرة عند العرب اسم لأول الشي‌ء و ابتداء الأمر قال ابن عباس و السدي الحافرة الحياة الثانية و قيل الحافرة الأرض المحفورة و المعنى أ نرد من عبورنا بعد موتنا أحياء} «أَ إِذََا كُنََّا عِظََاماً نَخِرَةً» أي بالية مفتتة و المعنى أنهم أنكروا البعث فقالوا أ نرد أحياء إذا متنا و تفتت عظامنا يقال نخر العظم ينخر فهو ناخر و نخر «قََالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خََاسِرَةٌ» أي قال الكفار تلك الكرة الكائنة بعد الموت كرة خسران و معناه أن أهلها خاسرون لأنهم نقلوا من نعيم الدنيا إلى عذاب النار و الخاسر الذاهب رأس ماله و إنما قالوا كرة خاسرة على معنى أنه لا يجي‌ء منها شي‌ء كالخسران الذي لا يجي‌ء منه فائدة فكأنهم قالوا هي كالخسران بذهاب رأس المال لا تجي‌ء به تجارة فكذلك لا تجي‌ء بتلك الكرة حياة و قيل معناه إن كان الأمر على ما يقوله محمد من أنا نبعث و نعاقب فتلك كرة ذات خسران علينا ثم أعلم سبحانه سهولة البعث عليه فقال «فَإِنَّمََا هِيَ» يعني النفخة الأخيرة «زَجْرَةٌ وََاحِدَةٌ» أي صيحة واحدة من إسرافيل يسمعونها و هم أموات في بطون الأرض فيحيون و هو قوله‌} «فَإِذََا هُمْ بِالسََّاهِرَةِ» و هي وجه الأرض و ظهرها عن الحسن و قتادة و مجاهد و غيرهم و قيل إنما سميت الأرض ساهرة لأن عملها في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 653
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست