نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 646
(1) - منصوب على الحال و «يَوْمَ يَنْظُرُ» ظرف لقوله «عَذََاباً» لأنه بمعنى التعذيب.
ـ
المعنى
ثم عقب سبحانه وعيد الكفار بالوعد للمتقين الأبرار فقال «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ» الذين يتقون الله باجتناب الشرك و المعاصي «مَفََازاً» أي فوزا و نجاة إلى حال السلامة و السرور و قيل المفاز موضع الفوز و قالوا للمهلكة مفازة على طريق التفاؤل كأنهم قالوا و قيل مفازا منجى إلى متنزه و هو النجاة من النار إلى الجنة ثم بين ذلك الفوز فقال} «حَدََائِقَ وَ أَعْنََاباً» يعني أشجار الجنة و ثمارها} «وَ كَوََاعِبَ أَتْرََاباً» أي جواري تكعب ثديهن مستويات في السن عن قتادة و معناه استواء الخلقة و القامة و الصورة و السن حتى يكن متشاكلات و قيل أترابا على مقدار أزواجهن في الحسن و الصورة و السن عن أبي علي الجبائي } «وَ كَأْساً دِهََاقاً» أي مترعة مملوءة عن ابن عباس و الحسن و قتادة و قيل متتابعة على شاربيها أخذ من متابعة الشد في الدهق عن مجاهد و سعيد بن جبير و قيل دمادم عن أبي هريرة و قيل على قدر ريهم عن مقاتل } «لاََ يَسْمَعُونَ فِيهََا» أي في الجنة «لَغْواً» أي كلاما لغوا لا فائدة فيه «وَ لاََ كِذََّاباً» و لا تكذيب بعضهم لبعض و من قرأ بالتخفيف يريد و لا مكاذبة عن أبي عبيدة و قيل كذبا عن أبي علي الفارسي } «جَزََاءً مِنْ رَبِّكَ» أي فعل بالمتقين ما فعل بهم جزاء من ربك على تصديقهم بالله و نبيه ص «عَطََاءً» أي أعطاهم الله عطاء «حِسََاباً» أي كافيا عن أبي عبيدة و الجبائي و قيل حسابا أي كثيرا و قيل حسابا على قدر الاستحقاق و بحسب العمل قال الزجاج معناه ما يكفيهم أي إن فيه ما يشتهون} «رَبِّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مََا بَيْنَهُمَا اَلرَّحْمََنِ» مر ذكره و المعنى أن الذي يفعل بالمؤمنين ما تقدم ذكره هو رب السماوات و الأرض و مدبرهما و مدبر ما بينهما و المتصرف فيهما على ما يشاء الرحمن المنعم على خلقه مؤمنهم و كافرهم «لاََ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطََاباً» أي لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه كقوله وَ لاََ يَشْفَعُونَ إِلاََّ لِمَنِ اِرْتَضىََ و قوله لاََ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاََّ بِإِذْنِهِ و الخطاب توجيه الكلام إلى مدرك له بصيغة منبئة عن المراد على طريقة أنت و ربكقال مقاتل لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه} «يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاََئِكَةُ صَفًّا» أي في ذلك اليوم اختلف في معنى الروح هنا على أقوال (أحدها) أن الروح خلق من خلق الله تعالى على صورة بني آدم و ليسوا بناس و ليسوا بملائكة يقومون صفا و الملائكة صفا هؤلاء جند و هؤلاء جند عن مجاهد و قتادة و أبي صالح قال الشعبي هما سماطا رب العالمين يوم القيامة سماط من الروح و سماط من الملائكة (و ثانيها) أن الروح ملك من الملائكة ما خلق الله مخلوقا أعظم منه فإذا كان يوم القيامة قام و هو وحده
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 646