responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 573

(1) -

المعنى‌

ثم قال سبحانه مهددا للكفار «وَ ذَرْنِي» يا محمد «وَ اَلْمُكَذِّبِينَ» الذين يكذبونك فيما تدعوهم إليه من التوحيد و إخلاص العبادة و في البعث و الجزاء و هذا كما يقول القائل دعني و إياه إذا أراد أن يهدده و هو نصب على أنه مفعول معه «أُولِي اَلنَّعْمَةِ» يعني المتنعمين ذوي الثروة في الدنيا أي كل جزاءهم إلي و لا تشغل قلبك بمجازاتهم «وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلاً» و هذا أيضا وعيد لهم و لم يكن إلا يسيرا حتى كانت وقعة بدر و المعنى و أخرهم في المدة قليلا قال مقاتل نزلت في المطعمين ببدر و هم عشرة ذكرناهم في الأنفال و قيل نزلت في صناديد قريش و المستهزءين «إِنَّ لَدَيْنََا أَنْكََالاً» أي عندنا قيودا في الآخرة عظاما لا تفك أبدا عن مجاهد و قتادة و قيل أغلالا «وَ جَحِيماً» و هو اسم من أسماء جهنم و قيل يعني و نارا عظيمة و لا يسمى القليل به‌} «وَ طَعََاماً ذََا غُصَّةٍ» أي ذا شوك يأخذ الحلق فلا يدخل و لا يخرج عن ابن عباس و قيل طعاما يأخذ بالحلقوم لخشونته و شدة تكرهه و قيل يعني الزقوم و الضريع و روي عن حمران بن أعين عن عبد الله بن عمر أن النبي ص سمع قارئا يقرأ هذه فصعق‌

«وَ عَذََاباً أَلِيماً» أي عقابا موجعا مؤلما ثم بين سبحانه متى يكون ذلك فقال‌} «يَوْمَ تَرْجُفُ اَلْأَرْضُ» أي تتحرك باضطراب شديد «وَ اَلْجِبََالُ» أي و ترجف الجبال معها أيضا و تضطرب بمن عليها «وَ كََانَتِ اَلْجِبََالُ كَثِيباً مَهِيلاً» أي رملا سائلا متناثرا عن ابن عباس و قيل المهيل الذي إذا وطأته القدم زل من تحتها و إذا أخذت أسفله انهار أعلاه عن الضحاك و المعنى أن الجبال تنقلع من أصولها فتصير بعد صلابتها كالرمل السائل ثم أكد سبحانه الحجة على أهل مكة فقال‌} «إِنََّا أَرْسَلْنََا إِلَيْكُمْ رَسُولاً» يعني محمدا ص «شََاهِداً عَلَيْكُمْ» أي يشهد عليكم في الآخرة بما يكون منكم لا في الدنيا «كَمََا أَرْسَلْنََا إِلى‌ََ فِرْعَوْنَ » بمصر «رَسُولاً» يعني موسى ابن عمران } «فَعَصى‌ََ فِرْعَوْنُ اَلرَّسُولَ» و لم يقبل منه ما دعاه إليه «فَأَخَذْنََاهُ» بالعذاب «أَخْذاً وَبِيلاً» أي شديدا ثقيلا مع كثرة جنوده و سعة ملكه يعني الغرق حذرهم سبحانه أن ينالهم مثل ما نال فرعون و قومه‌} «فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ» و لم تؤمنوا برسولكم «يَوْماً» أي عقاب يوم «يَجْعَلُ اَلْوِلْدََانَ شِيباً» و هو جمع أشيب‌و هذا وصف لذلك اليوم و شدته كما يقال هذا أمر يشيب منه الوليد و تشيب منه النواصي إذا كان عظيما شديدا و المعنى بأي شي‌ء تتحصنون من عذاب ذلك اليوم إن كفرتم و كيف تدفعون عنكم ذلك قال النابغة :

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست