responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 563

(1) - ملجأ من عذابه إلا طاعته عقبه بوعيد من قارف معصيته فقال «وَ مَنْ يَعْصِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» أي خالف أمره في التوحيد و ارتكب الكفر و المعاصي «فَإِنَّ لَهُ نََارَ جَهَنَّمَ خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً» جزاء على ذلك‌} «حَتََّى إِذََا رَأَوْا» في الآخرة «مََا يُوعَدُونَ» به من العقاب في الدنيا و قيل هو عذاب الاستئصال «فَسَيَعْلَمُونَ» عند ذلك «مَنْ أَضْعَفُ نََاصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً» المشركون أم المؤمنون و قيل أ جند الله أم الذي عبده المشركون و إنما قال «مَنْ أَضْعَفُ نََاصِراً» و لا ناصر لهم في الآخرة لأنه جاء على جواب من توهم أنه إن كانت الآخرة فناصرهم أقوى و عددهم أكثر و في هذا دلالة على أن المراد بقوله «وَ مَنْ يَعْصِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» الكفار و كانوا يفتخرون على النبي ص بكثرة جموعهم و يصفونه بقلة العدد فبين سبحانه أن الأمر سينعكس عليهم‌} «قُلْ» يا محمد «إِنْ أَدْرِي» أي لست أعلم «أَ قَرِيبٌ مََا تُوعَدُونَ» به من العذاب‌ «أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» أي مهلة و غاية ينتهي إليها قال عطاء أراد أنه لا يعرف يوم القيامة إلا الله وحده‌} «عََالِمُ اَلْغَيْبِ» أي هو عالم الغيب يعلم متى تكون القيامة «فَلاََ يُظْهِرُ عَلى‌ََ غَيْبِهِ أَحَداً» أي لا يطلع على الغيب أحدا من عباده ثم استثنى فقال‌} «إِلاََّ مَنِ اِرْتَضى‌ََ مِنْ رَسُولٍ» يعني الرسل فإنه يستدل على نبوتهم بأن يخيروا بالغيب لتكون آية معجزة لهم و معناه أن من ارتضاه و اختاره للنبوة و الرسالة فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه على حسب ما يراه من المصلحة و هو قوله «فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً» و الرصد الطريق أي يجعل له إلى علم ما كان قبله من الأنبياء و السلف و علم ما يكون بعده طريقا و قيل معناه أنه يحفظ الذي يطلع عليه الرسول فيجعل من بين يديه و من خلفه رصدا من الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة و قيل رصدا من بين يدي الرسول و من خلفه و هم الحفظة من الملائكة يحرسونه عن شر الأعداء و كيدهم فلا يصل إليه شرهم و قيل المراد به جبرائيل (ع) أي يجعل من بين يديه و من خلفه رصدا كالحجاب تعظيما لما يتحمله من الرسالة كما جرت عادة الملوك بأن يضموا إلى الرسول جماعة من خواصهم تشريفا له و هذا كما روي أن سورة الأنعام نزلت و معها سبعون ألف ملك‌ «لِيَعْلَمَ» الرسول «أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا» يعني الملائكة قال سعيد بن جبير ما نزل جبرائيل بشي‌ء من الوحي إلا و معه أربعة من الملائكة حفظة فيعلم الرسول أنه قد أبلغ الرسالة على الوجه الذي قد أمر به و قيل ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد أبلغوا رسالات الله عن مجاهد و قيل ليعلم محمد ص أن الرسل قبله قد أبلغ جميعهم «رِسََالاََتِ رَبِّهِمْ» كما أبلغ هو إذ كانوا محروسين محفوظين بحفظ الله عن قتادة و قيل ليعلم الله أن قد أبلغوا عن الزجاج و قيل معناه ليظهر المعلوم على ما كان سبحانه عالما و يعلمه واقعا كما كان يعلم أنه سيقع و قيل أراد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 563
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست