responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 559

(1) - و الصعد الغليظ الصعب المتصعب في العظم و منه التنفس الصعداء و الصعود العقبة الكؤود الشاقة .

المعنى‌

ثم قال سبحانه في تمام الحكاية عن الجن الذين آمنوا عند سماع القرآن «وَ أَنََّا مِنَّا اَلصََّالِحُونَ» و هم الذين عملوا الصالحات المخلصون «وَ مِنََّا دُونَ ذََلِكَ» أي دون الصالحين في الرتبة عن ابن عباس و قتادة و مجاهد «كُنََّا طَرََائِقَ قِدَداً» أي فرقا شتى على مذاهب مختلفة و أهواء متفرقة من مسلم و كافر و صالح و دون الصالح عن ابن عباس و مجاهد و قيل قددا ألوانا شتى مختلفين عن سعيد بن جبير و الحسن و قيل فرقا متباينة كل فرقة تباين صاحبتها كما يبين المقدود بعضه من بعض قال السدي الجن أمثالكم فيهم قدرية و مرجئة و رافضة و شيعة } «وَ أَنََّا ظَنَنََّا» أي علمنا و تيقنا «أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اَللََّهَ فِي اَلْأَرْضِ» أي لن نفوته إذا أراد بنا أمرا «وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً» أي أنه يدركنا حيث كنا} «وَ أَنََّا لَمََّا سَمِعْنَا اَلْهُدى‌ََ آمَنََّا بِهِ» اعترفوا بأنهم لما سمعوا القرآن الذي فيه الهدى صدقوا به ثم قالوا «فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ» أي يصدق بتوحيد ربه و عرفه على صفاته «فَلاََ يَخََافُ» تقديره فإنه لا يخاف «بَخْساً» أي نقصانا فيما يستحقه من الثواب «وَ لاََ رَهَقاً» أي لحاق ظلم و غشيان مكروه و كأنه قال لا يخاف نقصا قليلا و لا كثيرا و ذلك أن أجره و ثوابه موفر على أتم ما يمكن فيه و قيل معناه فلا يخاف نقصا من حسناته و لا زيادة في سيئاته عن ابن عباس و الحسن و قتادة و ابن زيد قالوا لأن البخس النقصان و الرهق العدوان و هذه حكاية عن قوة إيمان الجن و صحة إسلامهم ثم قالوا} «وَ أَنََّا مِنَّا اَلْمُسْلِمُونَ» الذين استسلموا لما أمرهم الله سبحانه به و انقادوا لذلك «وَ مِنَّا اَلْقََاسِطُونَ» أي الجائرون عن طريق الحق «فَمَنْ أَسْلَمَ» لما أمره الله به «فَأُولََئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً» أي توجهوا الرشد و التمسوا الثواب و الهدى و تعمدوا إصابة الحق و ليسوا كالمشركين الذين ألفوا ما يدعوهم إليه الهوى و زاغوا عن طريق الهدى‌} «وَ أَمَّا اَلْقََاسِطُونَ» العادلون عن طريق الحق و الدين «فَكََانُوا» في علم الله و حكمه «لِجَهَنَّمَ حَطَباً» يلقون فيها فتحرقهم كما تحرق النار الحطب أو يكون معناه فسيكونون لجهنم حطبا توقد بهم كما توقد النار بالحطب‌ «وَ أَنْ لَوِ اِسْتَقََامُوا عَلَى اَلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنََاهُمْ مََاءً غَدَقاً» هذا ابتداء حكم من الله سبحانه أي لو استقام الإنس و الجن على طريقة الإيمان عن ابن عباس و السدي و قيل أراده مشركي مكة أي لو آمنوا و استقاموا على الهدى لأسقيناهم ماء كثيرا من السماء و ذلك بعد ما رفع ماء المطر عنهم سبع سنين عن مقاتل و قيل لو آمنوا و استقاموا لوسعنا عليهم في الدنيا و ضرب الماء الغدق مثلا لأن الخير كله و الرزق يكون في المطر و هذا كقوله‌ «وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقََامُوا اَلتَّوْرََاةَ » إلى قوله‌ «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» و قوله‌ «لَفَتَحْنََا عَلَيْهِمْ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست