responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 484

(1) - للتعبد بالصبر عليه و الحياة للتعبد بالشكر عليها و قيل خلق الموت للاعتبار و الحياة للتزود و قيل إنما قدم ذكر الموت على الحياة لأنه إلى القهر أقرب كما قدم البنات على البنين في قوله‌ «يَهَبُ لِمَنْ يَشََاءُ إِنََاثاً» الآية و قيل إنما قدمه لأنه أقدم فإن الأشياء في الابتداء كانت في حكم الأموات كالنطفة و التراب ثم اعترضت الحياة «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» أي ليعاملكم معاملة المختبر بالأمر و النهي فيجازي كل عامل بقدر عمله و قيل ليبلوكم أيكم أكثر للموت ذكرا و أحسن له استعدادا و أحسن صبرا على موته و موت غيره و أيكم أكثر امتثالا للأوامر و اجتنابا عن النواهي في حال حياته‌ قال أبو قتادة سألت النبي ص عن قوله تعالى «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» ما عنى به فقال يقول أيكم أحسن عقلا ثم قال أتمكم عقلا و أشدكم لله خوفا و أحسنكم فيما أمر الله به و نهى عنه نظرا و إن كان أقلكم تطوعا و عن ابن عمر عن النبي ص أنه تلا قوله تعالى «تَبََارَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ» إلى قوله «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» ثم قال أيكم أحسن عقلا و أورع عن محارم الله و أسرع في طاعة الله‌ و عن الحسن أيكم أزهد في الدنيا و أترك لها «وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ» في انتقاله ممن عصاه‌ «اَلْغَفُورُ» لمن تاب إليه أو لمن أراد التفضل عليه بإسقاط عقابه و التكليف إنما يصح بالترغيب و الترهيب لأن معناه تحمل المشقة في الأمر و النهي ثم عاد سبحانه إلى وصف نفسه فقال‌} «اَلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمََاوََاتٍ» أي أنشأهن و اخترعهن «طِبََاقاً» واحدة فوق الأخرى و قيل أراد بالمطابقة المشابهة أي يشبه بعضها بعضا في الإتقان و الأحكام و الاتساق و الانتظام «مََا تَرى‌ََ فِي خَلْقِ اَلرَّحْمََنِ مِنْ تَفََاوُتٍ» أي اختلاف و تناقض من طريق الحكمة بل ترى أفعاله كلها سواء في الحكمة و إن كانت متفاوتة في الصور و الهيئات يعني في خلق الأشياء على العموم و في هذا دلالة على أن الكفر و المعاصي لا يكون من خلق الله تعالى لكثرة التفاوت في ذلك و قيل معناه ما ترى يا ابن آدم في خلق السماوات من عيب و اعوجاج بل هي مستقيمة مستوية كلها مع عظمها «فَارْجِعِ اَلْبَصَرَ» أي فرد البصر و أدره في خلق الله و استقص في النظر مرة بعد أخرى و التقدير أنظر ثم ارجع النظر في السماء «هَلْ تَرى‌ََ مِنْ فُطُورٍ» أي شقوق و فتوق عن سفيان و قيل من وهن و خلل عن ابن عباس و قتادة } «ثُمَّ اِرْجِعِ اَلْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ» أي ثم كرر النظر مرتين لأن من نظر في الشي‌ء كرة بعد أخرى بأن له ما لم يكن بائنا و قيل معناه أدم النظر و التقدير ارجع البصر مرة بعد أخرى و لا يريد حقيقة التثنية لقوله «وَ هُوَ حَسِيرٌ» و لا يصير حسيرا بمرتين و نظيره قولهم لبيك و سعديك أي إلبابا بعد إلباب و إسعادا بعد إسعاد يعني كلما دعوتني فأنا ذو إجابة بعد إجابة و ذو ثبات بمكاني بعد ثبات من قولهم لب بالمكان و ألب إذا ثبت و أقام و هو نصب على المصدر أي أجيبك إجابة بعد إجابة «يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ اَلْبَصَرُ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست