نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 483
(1) -
اللغة
تبارك أصله من البرك و هو ثبوت الطائر على الماء و البركة ثبوت الخير بنمائه و قوله «طِبََاقاً» مصدر طوبقت طباقا فهي مطبق بعضها على بعض عن الزجاج و قيل هو جمع طبق مثل جمل و جمال و التفاوت الاختلاف و الاضطراب و الفطور الشقوق و الصدوع من الفطر و هو الشق الخاسئ الذليل الصاغر و قيل هو البعيد مما يريده منه و قيل للكلب اخسأ و الحسير من الإبل المعيي الذي لا فضل فيه للسير قال:
بها جيف الحسرى فأما عظامها # فبيض و أما جلدها فصليب
و السعير النار المسعرة و أعتدنا أصله أعددنا أي هيأنا فأبدلت الدال تاء .
الإعراب
«اَلَّذِي خَلَقَ» بدل من «اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ» و يجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف فعلى هذا الوجه يجوز الوقف على ما قبله و على الوجه الأول لا يجوز و قوله «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» تعليق لأن التقدير ليبلوكم فيعلم أيكم أحسن عملا و ارتفع أي بالابتداء و إنما لم يعمل فيه ما قبله لأنه على أصل الاستفهام و طباقا نصب على الحال إذا أردنا في سماوات معنى الألف و اللام و إن جعلناها نكرة كان طباقا صفتها و قوله «كَرَّتَيْنِ» منصوب على المصدر أي رجعتين.
المعنى
أخبر سبحانه عن عظمته و علو شأنه و كمال قدرته فقال «تَبََارَكَ» أي تعالى و جل عما لا يجوز عليه في ذاته و أفعاله عن أبي مسلم و قيل معناه تعالى بأنه الثابت الذي لم يزل و لا يزالو قيل معناه تعاظم بالحق من ثبوت الأشياء به إذ لولاه لبطل كل شيء لأنه لا يصح سواه شيء إلا و هو مقدوره أو مقدور مقدوره الذي هو القدرة و قيل معناه تعالى من جميع البركات منه إلا أن هذا المعنى مضمر في الصفة غير مصرح به و إنما المصرح به أنه تعالى باستحقاق التعظيم «اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ» و الملك هو اتساع المقدور لمن له السياسة و التدبير و معناه الذي هو المالك و له الملك يؤتيه من يشاء و يتصرف فيه كما يشاء و إنما ذكر اليد تأكيدا و لأن أكثر التصرفات و العطايا باليد «وَ هُوَ عَلىََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» من إنعام و انتقام و قيل معناه أنه قادر على كل شيء يصح أن يكون مقدورا له و هو أخص من قولنا وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* لأنه لا شيء إلا و يجب أن يعلمه إذ لا شيء إلا و يصح أن يكون معلوما في نفسه و لا يوصف سبحانه بكونه قادرا على ما لا يصح أن يكون مقدورا في نفسه مثل ما تقضي وقته مما لا يبقىثم وصف سبحانه نفسه فقال} «اَلَّذِي خَلَقَ اَلْمَوْتَ وَ اَلْحَيََاةَ» أي خلق الموت
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 483