responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 465

(1) - أخرى أجنبيةأي فليسترضع الوالد غير والدة الصبي ثم قال سبحانه‌} «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ» أمر سبحانه أهل التوسعة أن يوسعوا على نسائهم المرضعات أولادهن على قدر سعتهم «وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ» أي ضيق عليه «رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمََّا آتََاهُ اَللََّهُ» و المعنى و من كان رزقه بمقدار القوت فلينفق على قدر ذلك و على حسب إمكانه و طاقته «لاََ يُكَلِّفُ اَللََّهُ نَفْساً إِلاََّ مََا آتََاهََا» أي إلا بقدر ما أعطاها من الطاقة و في هذا دلالة على أنه سبحانه لا يكلف أحدا ما لا يقدر عليه و ما لا يطيقه «سَيَجْعَلُ اَللََّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً» أي بعد ضيق سعة و بعد فقر غنى و بعد صعوبة الأمر سهولة و في هذا تسلية للصحابة فإن الغالب على أكثرهم في ذلك الوقت الفقر ثم فتح الله تعالى عليهم البلاد فيما بعد} «وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهََا وَ رُسُلِهِ» أي و كم من أهل قرية عتوا على الله و على أنبيائه‌يعني جاوزوا الحد في العصيان و المخالفة «فَحََاسَبْنََاهََا حِسََاباً شَدِيداً» بالمناقشة و الاستقصاء باستيفاء الحق و إيفائه قال مقاتل حاسبها الله تعالى بعملها في الدنيا فجازاها بالعذاب و هو قوله «وَ عَذَّبْنََاهََا عَذََاباً نُكْراً» فجعل المجازاة بالعذاب محاسبة و هو عذاب الاستئصال و قيل هو عذاب النار فإن اللفظ ماض بمعنى المستقبل و النكر المنكر الفظيع الذي لم ير مثله و قيل إن في الآية تقديما و تأخيرا تقديره فعذبناها في الدنيا بالجوع و القحط و السيف و سائر المصائب و البلايا و حاسبناها في الآخرة حسابا شديدا و قيل الحساب الشديد هو الذي ليس فيه عفو} «فَذََاقَتْ وَبََالَ أَمْرِهََا» أي ثقل عاقبة كفرها «وَ كََانَ عََاقِبَةُ أَمْرِهََا خُسْراً» أي خسرانا في الدنيا و الآخرة و هو قوله‌} «أَعَدَّ اَللََّهُ لَهُمْ عَذََاباً شَدِيداً» يعني عذاب النار و هذا يدل على أن المراد بالعذاب الأول عذاب الدنياثم قال «فَاتَّقُوا اَللََّهَ يََا أُولِي اَلْأَلْبََابِ» أي يا أصحاب العقول و لا تفعلوا مثل ما فعل أولئك فينزل بكم مثل ما نزل بهم ثم وصف أولي الألباب بقوله «اَلَّذِينَ آمَنُوا» و خص المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون بذلك دون الكفار ثم ابتدأ سبحانه فقال «قَدْ أَنْزَلَ اَللََّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً» يعني القرآن و قيل يعني الرسول عن الحسن و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) .

النظم‌

الوجه في اتصال قوله «وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهََا» الآية بما قبله أنه سبحانه بين أن الخوف في مقابلة الرجاء و سبيل العاقل أن يحترز من المخوف و يقدم الاحتراز عن الخوف على الرجاء و الذي يقوي جانب الخوف أنه أهلك الأمم الماضية بسبب عصيانها و تمردها عن أمر ربها.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست