نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 439
(1) -
الإعراب
«سََاءَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» تقديره ساء العمل عملهمفقوله «مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» موصول و صلة في موضع رفع بأنه مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف هو المخصوص بالذم. «أَنََّى يُؤْفَكُونَ» أنى في موضع نصب على الحال بمعنى كيف و التقدير أ جاحدين يؤفكون و يجوز أن يكون في محل النصب على المصدر و التقدير أي أفك يؤفكون و قيل معناه من أين يؤفكون أي يصرفون عن الحق بالباطل عن الزجاج فعلى هذا يكون منصوبا على الظرف و يصدون في موضع نصب على الحال.
المعنى
خاطب الله سبحانه نبيه فقال «إِذََا جََاءَكَ» يا محمد «اَلْمُنََافِقُونَ» و هم الذين يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر و اشتقاقه من النفق و النافقاء كما قال الشاعر:
للمؤمنين أمور غير مخزية # و للمنافق سر دونه نفق
«قََالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اَللََّهِ » أي أخبروا بأنهم يعتقدون أنك رسول الله «وَ اَللََّهُ يَعْلَمُ» يا محمد «إِنَّكَ لَرَسُولُهُ» على الحقيقة و كفى بالله شهيدا «وَ اَللََّهُ يَشْهَدُ إِنَّ اَلْمُنََافِقِينَ لَكََاذِبُونَ» في قولهم إنهم يعتقدون أنك رسول الله فكان إكذابهم في اعتقادهم و أنهم يشهدون ذلك بقلوبهم و لم يكذبوا فيما يرجع إلى ألسنتهم لأنهم شهدوا بذلك و هم صادقون فيه و في هذا دلالة على أن حقيقة الإيمان إنما هو بالقلب و من قال شيئا و اعتقد خلافه فهو كاذب} «اِتَّخَذُوا أَيْمََانَهُمْ جُنَّةً» أي سترة يستترون بها من الكفر لئلا يقتلوا و لا يسبوا و لا تؤخذ أموالهم «فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ» أي فأعرضوا بذلك عن دين الإسلام و قيل معناه منعوا غيرهم عن اتباع سبيل الحق بأن دعوهم إلى الكفر في الباطن و هذا من خواص المنافقين يصدون العوام عن الدين كما تفعل المبتدعة «إِنَّهُمْ سََاءَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي بئس الذين يعملونه من إظهار الإيمان مع إبطان الكفر و الصد عن السبيل} «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا» بألسنتهم عند الإقرار بلا إله إلا الله محمد رسول الله «ثُمَّ كَفَرُوا» بقلوبهم لما كذبوا بهذا عن قتادة و قيل معناه آمنوا ظاهرا عند النبي و المسلمين ثم كفروا إذا خلوا بالمشركين و إنما قال ثم كفروا لأنهم جددوا الكفر بعد إظهار الإيمان «فَطُبِعَ عَلىََ قُلُوبِهِمْ» أي ختم عليها بسمة تميز بها الملائكة بينهم و بين المؤمنين على الحقيقة و قيل لما ألفوا الكفر و العناد و لم يصغوا إلى الحق و لا فكروا في المعاد خلاهم الله و اختارهم و خذلهم فصار ذلك طبعا على قلوبهم و هو الفهم إلى ما اعتادوه من الكفر عن أبي مسلم «فَهُمْ لاََ يَفْقَهُونَ» أي لا يعلمون الحق من حيث أنهم لا يتفكرون حتى يميزوا بين الحق و الباطل} «وَ إِذََا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسََامُهُمْ» بحسن منظرهم و تمام خلقتهم و جمال بزتهم «وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 439