responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 485

(1) - الشاعر في الجنف:

إني امرؤ منعت أرومة عامر # ضيمي و قد جنفت علي خصوم‌

.

الإعراب‌

من في قوله «مِنْ مُوصٍ» يتعلق بمحذوف تقديره فمن خاف جنفا كائنا من موص فموضع الجار و المجرور مع المحذوف نصب على الحال و ذو الحال قوله «جَنَفاً» و بين ظرف مكان لأصلح و الضمير في بينهم عائد إلى معلوم بالدلالة عليه عند ذكر الموصي و الإصلاح لأنه يدل على الموصى لهم و من ينازعهم و أنشد الفراء في مثله:

أعمى إذا ما جارتي خرجت # حتى يواري جارتي الخدر

و يصم عما كان بينهما # سمعي و ما بي غيره وقر

أراد بينها و بين زوجها و إنما ذكرها وحدها.

المعنى

لما تقدم الوعيد لمن بدل الوصية بين في هذه الآية أن ذلك يلزم من غير حقا بباطل فأما من غير باطلا بحق فهو محسن فقال «فَمَنْ خََافَ» أي خشي و قيل علم لأن في الخوف طرفا من العلم و ذلك أن القائل إذا قال أخاف أن يقع أمر كذا فكأنه يقول أعلم و إنما يخاف لعلمه بوقوعه و منه قوله‌ «وَ أَنْذِرْ بِهِ اَلَّذِينَ يَخََافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى‌ََ رَبِّهِمْ» و قوله‌ «إِلاََّ أَنْ يَخََافََا أَلاََّ يُقِيمََا حُدُودَ اَللََّهِ» «مِنْ مُوصٍ جَنَفاً» أي ميلا عن الحق فيما يوصي به فإن قيل كيف قال فمن خاف لما قد وقع و الخوف إنما يكون لما لم يقع قيل أن فيه قولين (أحدهما) أنه خاف أن يكون قد زل في وصيته فالخوف يكون للمستقبل و هو من أن يظهر ما يدل على أنه قد زل لأنه من جهة غالب الظن (و الثاني) أنه لما اشتمل على الواقع و على ما لم يقع جاز فيه خاف فيأمره بما فيه الصلاح فيما لم يقع و ما وقع رده إلى العدل بعد موته و قال الحسن الجنف هو أن يوصي به في غير قرابة و إنما قال ذلك لأن عنده الوصية للقرابة واجبة و الأمر بخلافه و قيل المراد من خاف من موص في حال مرضه الذي يريد أن يوصي جنفا و هو أن يعطي بعضاو يضر ببعض فلا إثم عليه أن يشير عليه بالحق و يرده إلى الصواب و يصلح بين الموصي و الورثة و الموصى له حتى يكون الكل راضين و لا يحصل جنف و لا إثم و يكون قوله «فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ» أي فيما يخاف بينهم من حدوث الخلاف فيه فيما بعد و يكون قوله «فَمَنْ خََافَ» على ظاهره و يكون الخوف مترقبا غير واقع و هذا قريب غير أن الأول عليه أكثر المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر و أبي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست