responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 430

(1) - و اتباعه و قوله «يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيََاتِنََا» أراد بها القرآن «وَ يُزَكِّيكُمْ» و يعرضكم لما تكونون به أزكياء من الأمر بطاعة الله و اتباع مرضاته و يحتمل أن يكون معناه ينسبكم إلى أنكم أزكياء بشهادته لكم بذلك ليعرفكم الناس به «وَ يُعَلِّمُكُمُ اَلْكِتََابَ وَ اَلْحِكْمَةَ» الكتاب القرآن و الحكمة هي القرآن أيضا جمع بين الصفتين لاختلاف فائدتهما كما يقال الله العالم بالأمور كلها القادر عليها و قيل أراد بالكتاب القرآن و بالحكمة الوحي من السنة و ما لا يعلم إلا من جهته من الأحكام و قوله «وَ يُعَلِّمُكُمْ مََا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» أي ما لا سبيل لكم إلى عمله إلا من جهة السمع فذكرهم الله بالنعمة فيه و يكون التعليم لما عليه دليل من جهة العقل تابعا للنعمة فيه و لا سيما إذا وقع موقع اللطف.

اللغة

الذكر حضور المعنى للنفس و قد يكون بالقلب و قد يكون بالقول و كلاهما يحضر به المعنى للنفس و في أكثر الاستعمال يقال الذكر بعد النسيان و ليس ذلك بموجب أن لا يكون إلا بعد نسيان لأن كل من حضره المعنى بالقول أو العقد أو الخطور بالبال ذاكر له و أصله التنبيه على الشي‌ء فمن ذكرته شيئا فقد نبهته عليه و إذا ذكر بنفسه فقد تنبه عليه و الذكر الشرف و النباهة و الفرق بين الذكر و الخاطر أن الخاطر ما يمر بالقلب و الذكر قد يكون القول أيضا و في قوله «وَ اُشْكُرُوا لِي» محذوف أي اشكروا لي نعمتي لأن حقيقة الشكر الاعتراف بالنعمة و في قوله «وَ لاََ تَكْفُرُونِ» أيضا محذوف لأن الكفر هو ستر النعمة و جحدها لا ستر المنعم و قولهم حمدت زيدا و ذممته لا حذف فيه و إن كنت إنما تحمد أو تذم من أجل الفعل كما أنه ليس في قولك زيد متحرك حذف و إن كان إنما تحرك لأجل الحركة فليس كل كلام دل على معنى غير مذكور يكون فيه حذف أ لا ترى أن قولك زيد ضارب دل على مضرب و ليس بمحذوف فالحمد للشي‌ء دلالة على أنه محسن و الذم للشي‌ء دلالة على أنه مسي‌ء كقولهم نعم الرجل زيد و بئس الرجل عمرو و قالوا شكرتك و شكرت لك و إنما قيل شكرتك لإيقاع اسم المنعم موقع النعمة فعدي الفعل بغير واسطة و الأجود شكرت لك النعمة لأنه الأصل في الكلام قال الشاعر:

هم جمعوا بؤسي و نعمى عليكم # فهلا شكرت القوم إذ لم تقابل‌

و مثل ذلك نصحتك و نصحت لك ذكرنا الموجه في حذف الياء في مثل «وَ لاََ تَكْفُرُونِ» فيما مضى.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست