responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 406

(1) - صار في شق غير شق صاحبه للعداوة و المباينة و يحتمل أن يكون مأخوذا من المشقة لأن كل واحد منهما يحرص على ما يشق على صاحبه و يؤذيه و الكفاية بلوغ الغاية يقال يكفي و يجزي و يغني بمعنى واحد و كفى يكفي كفاية إذا قام بالأمر و كفاك هذا الأمر أي حسبك و رأيت رجلا كافيك من رجل أي كفاك به رجلا .

الإعراب‌

الباء في قوله «بِمِثْلِ مََا آمَنْتُمْ بِهِ» يحتمل ثلاثة أشياء (أحدها) أن تكون زائدة و التقدير فإن آمنوا مثل ما آمنتم به أي مثل إيمانكم به كما يقال كفى بالله أي كفى الله قال الشاعر:

(كفى الشيب و الإسلام للمرء ناهيا)

(و الثاني) أن يكون المعنى بمثل هذا و لا تكون زائدة كأنه قال فإن آمنوا على مثل إيمانكم كما تقول كتبت على مثل ما كتبت و بمثل ما كتبت كأنك تجعل المثل آلة توصل بها إلى العمل و هذا أجود من الأول (و الثالث) أن تلغي مثل كما ألغيت الكاف في قوله‌ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ و هذا أضعف الوجوه لأنه إذا أمكن حمل كلام الله على فائدة فلا يجوز حمله على الزيادة و زيادة الاسم أضعف من زيادة الحرف نحو ما و لا و ما أشبه ذلك و قوله «فَقَدِ اِهْتَدَوْا» في محل الجزم أو في محل الرفع لأنه جواب شرط مبني و كذلك قوله «فَإِنَّمََا هُمْ فِي شِقََاقٍ» و إنما حرف لإثبات الشي‌ء و نفي غيره و هم مبتدأ و في شقاق في موضع خبره.

النزول‌

لما نزل قوله تعالى قُولُوا آمَنََّا بِاللََّهِ الآية قرأها النبي ص على اليهود و النصارى فلما سمعت اليهود ذكر عيسى أنكروا و كفروا و قالت النصارى إن عيسى ليس كسائر الأنبياء لأنه ابن الله فنزلت الآية.

المعنى‌

«فَإِنْ آمَنُوا» أخبر الله سبحانه أن هؤلاء الكفار متى آمنوا على حد ما آمن المؤمنون به «فَقَدِ اِهْتَدَوْا» إلى طريق الجنة و قيل سلكوا طريق الاستقامة و الهداية و قيل كان ابن عباس يقول اقرءوابما آمنتم به فليس لله مثل و هذا محمول على أنه فسر الكلام لا أنه أنكر القراءة الظاهرة مع صحة المعنى و قوله «وَ إِنْ تَوَلَّوْا» أي أعرضوا عن الإيمان و جحدوه و لم يعترفوا به «فَإِنَّمََا هُمْ فِي شِقََاقٍ» أي في خلاف قد فارقوا الحق و تمسكوا بالباطل فصاروا مخالفين لله سبحانه عن ابن عباس و قريب منه ما روي عن الصادق (ع) أنه قال يعني في كفر و قيل في ضلال عن أبي عبيدة و قيل في منازعة و محاربة عن أبي زيد و قيل في عداوة عن الحسن «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللََّهُ» وعد الله سبحانه رسوله بالنصرة و كفاية من يعاديه من اليهود و النصارى الذين شاقوه و في هذا دلالة بينة على نبوته و صدقه ص المعنى أن الله سبحانه يكفيك يا محمد أمرهم «وَ هُوَ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست