responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 395

(1) - يجعلهم من ذريته و المعني به بقوله «رَبَّنََا وَ اِبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ» هو نبينا ص لما روي عنه أنه قال أنا دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى (ع) يعني قوله مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اِسْمُهُ أَحْمَدُ و هو قول الحسن و قتادة و جماعة من العلماء و يدل على ذلك أنه دعا بذلك لذريته الذين يكونون بمكة و ما حولها على ما تضمنه الآية في قوله «رَبَّنََا وَ اِبْعَثْ فِيهِمْ» أي في هذه الذرية «رَسُولاً مِنْهُمْ» و لم يبعث الله من هذه صورته إلا محمدا ص و قوله «يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيََاتِكَ» أي يقرأ عليهم آياتك التي نوحي بها إليه «وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتََابَ» أي القرآن و هذا لا يعد من التكرار لأنه خص الأول بالتلاوة ليعلموا بذلك أنه معجز دال على صدقه و نبوته و خص الثاني بالتعليم ليعرفوا ما يتضمنه من التوحيد و أدلته و ما يشتمل عليه من أحكام شريعته و قوله «وَ اَلْحِكْمَةَ» قيل هي هاهنا السنة عن قتادة و قيل المعرفة بالدين و الفقه في التأويل عن مالك بن أنس و قيل العلم بالأحكام التي لا يدرك علمها إلا من قبل الرسل عن ابن زيد و قيل أنه صفة للكتاب كأنه وصفه بأنه كتاب و أنه حكمة و أنه آيات و قيل الحكمة شي‌ء يجعله الله في القلب ينوره الله به كما ينور البصر فيدرك المبصر و قيل هي مواعظ القرآن و حرامه و حلاله عن مقاتل و كل حسن و قوله «وَ يُزَكِّيهِمْ» أي يجعلهم مطيعين مخلصين و الزكاء هو الطاعة و الإخلاص لله سبحانه عن ابن عباس و قيل معناه يطهرهم من الشرك و يخلصهم منه عن ابن جريج و قيل معناه يستدعيهم إلى فعل ما يزكون به من الإيمان و الصلاح عن الجبائي و قيل يشهد لهم بأنهم أزكياء يوم القيامة إذا شهد على كل نفس بما كسبت عن الأصم و قوله «إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ» أي القوي في كمال قدرتك المنيع في جلال عظمتك المحكم لبدائع صنعتك و إنما ذكر هاتين الصفتين لاتصالهما بالدعاء فكأنه قال فزعنا إليك في دعائنالأنك القادر على إجابتنا العالم بما في ضمائرنا و بما هو أصلح لنا مما لا يبلغه كنه علمنا و قصار بصائرنا و في هذه الآية دلالة على أن إبراهيم و إسماعيل (ع) دعوا لنبينا محمد ص بجميع شرائط النبوة لأن تحت التلاوة الأداء و تحت التعليم البيان و تحت الحكمة السنة و دعوا لأمته باللطف الذي لأجله تمسكوا بكتابه و شرعه فصاروا أزكياء و هذا لأن الدعاء صدر من إسماعيل (ع) فعلم بذلك أن النبي المدعو به من ولده لا من ولد إسحاق و لم يكن في ولد إسماعيل نبي غير نبينا ص سيد الأنبياء.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست