responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 379

(1) - لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله عز و جل هو الحكيم في أفعاله‌ لاََ يُسْئَلُ عَمََّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ و قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله و لقوله تعالى «وَ إِذِ اِبْتَلى‌ََ إِبْرََاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمََاتٍ» وجه آخر فإن الابتلاء على ضربين (أحدهما) مستحيل على الله تعالى (و الآخر) جائز فالمستحيل هو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه و هذا ما لا يصح لأنه سبحانه علام الغيوب و الآخر أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق و لينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز و جل أنه لم تكن أسباب الإمامة إلا إلى الكافي المستقل بها الذي كشفت الأيام عنه فأما الكلمات سوى ما ذكرناه فمنها اليقين و ذلك قوله عز و جل‌ وَ لِيَكُونَ مِنَ اَلْمُوقِنِينَ و منها المعرفة بالتوحيد و التنزيه عن التشبيه حين نظر إلى الكوكب و القمر و الشمس و منها الشجاعة بدلالة قوله‌ فَجَعَلَهُمْ جُذََاذاً إِلاََّ كَبِيراً لَهُمْ و مقاومته و هو واحد ألوفا من أعداء الله تعالى و منها الحلم و قد تضمنه قوله عز و جل‌ إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوََّاهٌ مُنِيبٌ و منها السخاء و يدل عليه قوله‌ هَلْ أَتََاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرََاهِيمَ اَلْمُكْرَمِينَ ثم العزلة عن العشيرة و قد تضمنه قوله‌ وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مََا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ ثم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بيان ذلك في قوله‌ يََا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مََا لاََ يَسْمَعُ وَ لاََ يُبْصِرُ الآيات ثم دفع السيئة بالحسنة في جواب قول أبيه‌ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اُهْجُرْنِي مَلِيًّا قََالَ سَلاََمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كََانَ بِي حَفِيًّا ثم التوكل و بيان ذلك في قوله‌ اَلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ الآيات ثم المحنة في النفس حين جعل في المنجنيق و قذف به في النار ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ثم المحنة في الأهل حين خلص الله حرمته من عبادة القبطي في الخبر المشهور ثم الصبر على سوء خلق سارة ثم استقصاره النفس في الطاعة بقوله‌ وَ لاََ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ثم الزلفة في قوله‌ مََا كََانَ إِبْرََاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لاََ نَصْرََانِيًّا الآية ثم الجمع لشروط الطاعات‌في قوله‌ إِنَّ صَلاََتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيََايَ وَ مَمََاتِي إلى قوله وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُسْلِمِينَ ثم استجابه الله دعوته حين قال‌ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتى‌ََ الآية ثم اصطفاه الله سبحانه إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من الصالحين في قوله‌ وَ لَقَدِ اِصْطَفَيْنََاهُ فِي اَلدُّنْيََا وَ إِنَّهُ فِي اَلْآخِرَةِ لَمِنَ اَلصََّالِحِينَ ثم اقتداء من بعده من الأنبياء به في قوله‌ وَ وَصََّى بِهََا إِبْرََاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يََا بَنِيَّ إِنَّ اَللََّهَ اِصْطَفى‌ََ لَكُمُ اَلدِّينَ الآية و في قوله‌ ثُمَّ أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ أَنِ اِتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ حَنِيفاً انتهى كلام الشيخ أبي جعفر رحمه الله و قوله «فَأَتَمَّهُنَّ» معناه وفى بهن في قول الحسن و عمل بهن على التمام في قول قتادة و الضمير في أتمهن عائد إلى الله تعالى في قول أبي القاسم البلخي و هو اختيار

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست