responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 347

347

(1) - اَلْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ دل بهذه الآية على أنه سبحانه لا يخليهم من إنزال خير إليهم بخلاف ما تمناه أعداؤهم فيهم و أنه أبدا ينزل عليهم ما هو أصلح لهم عن علي بن عيسى و قيل إنه سبحانه لما عاب اليهود بأشياء و رد عليهم ما راموا به الطعن في أمر نبينا (ع) و كان مما طعنوا فيه أنه يقول بنسخ كل شريعة تقدمت شريعته فبين الله سبحانه جواز ذلك ردا عليهم عن أبي مسلم .

المعنى‌

«مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ» قد ذكرنا حقيقة النسخ عند المحققين و قيل معناه ما نرفع من آية أو حكم آية و قيل معناه ما نبدل من آية عن ابن عباس و من قرأ «أَوْ نُنْسِهََا» فمعناه على وجهين فإن لفظ النسي المنقول منه أنسى على ضربين (أحدهما) بمعنى النسيان الذي هو خلاف الذكر نحو قوله‌ وَ اُذْكُرْ رَبَّكَ إِذََا نَسِيتَ (و الآخر) بمعنى الترك نحو قوله‌ نَسُوا اَللََّهَ فَنَسِيَهُمْ أي تركوا طاعة الله فترك رحمتهم أو ترك تخليصهم فالوجه الأول في الآية مروي عن قتادة و هو أن يكون محمولا على النسيان الذي هو مقابل الذكر و يجوز ذلك على الأمة بأن يؤمروا بترك قراءتها فينسونها على طول الأيام و لا يجوز ذلك على النبي ص لأنه يؤدي إلى التنفير كذا ذكره الشيخ أبو جعفر رحمه الله في تفسيره و قد جوز جماعة من المحققين ذلك على النبي ص قالوا أنه لا يؤدي إلى التنفير لتعلقه بالمصلحة و يجوز أيضا أن ينسيهم الله تعالى ذلك على الحقيقةو إن كانوا جمعا كثيرا و جما غفيرا بأن يفعل النسيان في قلوب الجميع و إن كان ذلك خارقا للعادة و يكون معجزا للنبي ص و استدل من حمل الآية على النسيان الذي هو خلاف الذكر و جوز كون النبي ص مرادا به بقوله سبحانه‌ سَنُقْرِئُكَ فَلاََ تَنْسى‌ََ ` إِلاََّ مََا شََاءَ اَللََّهُ أي إلا ما شاء الله أن تنساه قال و إلى هذا ذهب الحسن فقال إن نبيكم أقرئ القرآن ثم نسيه و أنكر الزجاج هذا القول فقال إن الله تعالى قد أنبأ النبي ص في قوله‌ وَ لَئِنْ شِئْنََا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ لتفتري علينا غيره بأنه لا يشاء أن يذهب بما أوحي إلى النبي ص قال أبو علي الفارسي هذا الذي احتج به على من ذهب إلى أن ننسها من النسيان لا يدل على فساد ما ذهبوا إليه و ذلك أن قوله‌ وَ لَئِنْ شِئْنََا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ إنما هو على ما لا يجوز عليه النسخ و التبديل من الأخبار و أقاصيص الأمم و نحو ذلك مما لا يجوز عليه التبديل و الذي ينساه النبي ص و هو ما يجوز أن ينسخ من الأوامر و النواهي الموقوفة على المصلحة و في الأوقات التي يكون ذلك فيها أصلح و يدل على أن ننسها من النسيان الذي هو خلاف الذكر قراءة من قرأ أو تنسها و هو قراءة سعد بن أبي وقاص و قراءة من قرأ أو ننسكها و هو المروي عن سالم مولى أبي حذيفة و قراءة من قرأ أو تنسها و هو المروي عن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست