responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 313

(1) - و إنما كان ذلك في نعم و بئس لأنهما لا يعملان في اسم علم إنما يعملان في اسم منكور دال على جنس أو اسم فيه ألف و لام يدل على جنس و إنما كانت كذلك لأن نعم مستوفية لجميع المدح و بئس مستوفية لجميع الذم فإذا قلت نعم الرجل زيد فقد قلت استحق زيد المدح الذي يكون في سائر جنسه و كذا إذا قلت بئس الرجل زيد دللت على أنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه فلم يجز إذ كان يستوفي مدح الأجناس أن يعمل من غير لفظ جنس فإذا كان معها اسم جنس بغير ألف و لام فهو نصب أبدا و إذا كانت فيه ألف و لام فهو رفع أبدا نحو نعم الرجل زيد و نعم الرجل زيد و نعم رجلا زيد و إنما نصبت رجلا للتمييز و في نعم اسم مضمر على شريطة التفسير و لذلك كانت ما في نعم بغير صلة لأن الصلة توضح و تخصص و القصد في نعم أن يليها اسم منكور أو اسم جنس فقوله «بِئْسَمَا اِشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ» تقديره بئس شيئا اشتروا به أنفسهم قال أبو علي قوله و لذلك كانت ما في نعم بغير صلة يدل على أن ما إذا كانت موصولة لم يجز عنده أن تكون فاعلة نعم و بئس و ذلك عندنا لا يمتنع و جهة جوازه أن ما اسم مبهم يقع على الكثرة و لا يخصص واحدا بعينه كما أن أسماء الأجناس تكون للكثرة و ذلك في نحو قوله تعالى‌ وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَضُرُّهُمْ وَ لاََ يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هََؤُلاََءِ شُفَعََاؤُنََا عِنْدَ اَللََّهِ فالقصد به هنا الكثرة و إن كان في اللفظ مفردا بدلالة قوله‌ وَ يَقُولُونَ هََؤُلاََءِ و تكون معرفة و نكرة كما أن أسماء الأجناس تكون معرفة و نكرة و قد أجاز أبو العباس المبرد في الذي أن تلي نعم و بئس إذا كان عاما غير مخصوص كما في قوله‌ وَ اَلَّذِي جََاءَ بِالصِّدْقِ و إذا جاز في الذي كان في ما أجوز فقوله «بِئْسَمَا اِشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ» يجوز عندي أن تكون ما موصولة و موضعها رفع بكونها فاعلة لبئس و يجوز أن تكون منكورة فتكون اشتروا صفة غير صلة و يدل على صحة ما رأيته قول الشاعر:

و كيف أرهب أمرا أو أراع له # و قد زكات إلى بشر بن مروان

فنعم مزكا من ضاقت مذاهبه # و نعم من هو في سر و إعلان‌

أ لا ترى أنه جعل مزكا فاعل نعم لما كان مضافا إلى من و هي تكون عامة غير معينة و أما قوله «أَنْ يَكْفُرُوا بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ» فموضعه رفع و هو المخصوص بالذم فإن شئت رفعته على أنه مبتدأ مؤخر و إن شئت على أنه خبر مبتدإ محذوف أي هذا الشي‌ء المذموم كفرهم بما أنزل الله و قوله «بَغْياً» نصب بأنه مفعول له كقول حاتم :

و أغفر عوراء الكريم ادخاره # و أعرض عن شتم اللئيم تكرما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست