و اخبار اهل بيته نصوص كثيرة تؤكد ضرورة الايمان اولًا و العمل الصالح ثانياً. و الانسان يظل في شقاء و تعاسة ما دام انانياً يفكر في نفسه، و ما دام يرى انه مركز العالم كما يفكر الاطفال و يسعد عند ما يخرج من انطوائه و عزلته، و يعلم انه خلق للعالم و الوجود و انه وسيلة و غاية، و عند ما يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
لا ننكر ان الدين قد ضعف في المجتمع الغربي و ان لم يزل، و لكن قد نشأت فيه آراء و عقائد جديدة كونت مجتمعاً مترابطاً كالنزعة القومية و الوطنية و الانسانية و المبدأ الديمقراطي و الاشتراكي و الفلسفات الحديثة المختلفة، و لا شك ان اقوى الروابط في العصر الحاضر هي الرابطة القومية التي بلغت مع الاسف حد التطرّف احياناً.
و الشعوب الشرقية لا تزال تجتاز مرحلة انتقال و تبلور، لذلك نجدها متبلبلة الرأي يسودها الكفر و القلق و الانحلال، و تركت محاسن القديم و محاسن الحديث و اخذت مساوئ الطريقين.
و العلاج الناجع لشعوب الشرق هو الاحتفاظ بميزاتها الحسنة و الايمان بعقائدها السليمة بدون جمود و تزمت مع اقتباس علوم الغرب و صناعته و اتباعه في عاداته و اخلاقه الحسنة كالتنظيم و العمل و المثابرة و ترك عاداته السيئة و تجنب مشاكله الاجتماعية فان العاقل من اتعظ بغيره و استفاد من تجارب غيره. و اذا تأملنا في الآراء و العقائد الغربية نجد الاسلام الصحيح جامعاً لها قاطبة. فانصح من حاد عن الاسلام ان يعود اليه و من آمن به أن يشتد ايمانه و يقوى. و يجب على المسلمين ان يعلموا ان تأخّرهم لا يعود الى الاسلام بل لاسباب تاريخية و لاختلافهم و ضعف ايمانهم و الدليل على ذلك ان الاسلام لم يعقهم في السابق عن التمدن و الحضارة.