responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 40

آثارها إذ كم من واجد لجارحة العين و الاذن و هو اعمى او اصم، و فاقد لحاسة الشم و هو ذو انف اشم، هذا حال النفس و قواها مع ان لها جوارح و ادوات، و اعوان و آلات، و لهذا كانت مجردة في ذاتها، مادية في فعلها (و النفس في وحدتها كل القوى) فكيف بالعقل و هو المجرد في ذاته و في فعله [1].

(درس 7): المعاد الجسماني

[2] المهم و الاعضال في هذا الموضوع هو تصور كيف يعود هذا الجسم العنصري الذي تعتور عليه الأطوار و الأدوار المختلفة المتنوعة التي ينتقل فيها من دور الى دور لا يدخل في واحد الا بعد مفارقة ما قبله و لا يتشكّل الا بشكل يباينه ما بعده ينشأ جنيناً ثمّ طفلًا رضيعاً ثمّ صبياً و غلاماً ثمّ شباباً و كهلًا ثمّ شيخاً و هرماً فبأي صورة من هذه الصور يبعث و اي جسم من هذه الأجسام يعود ثمّ كيف يعود و قد تفرق و رجع كل شي‌ء الى اصله غازاً و تراباً و كل ما فيه من عناصر و لو جمعت كلها و اعيدت فهو خلق جديد و جسد حادث غايته انه مثل الاول لا عين الأول مضافاً الى الشبهات الكثيرة كاستحالة اعادة المعدوم و شبهة الآكل و المأكول و غير ذلك، و حيث ان الاعتقاد بالمعاد روحاً و جسماً يعد من اصول الدين الخمسة او من دعائم الاسلام الثلاثة التوحيد و النبوة و المعاد و مهما كان فلا مجال للشك بأن المعاد الجسماني على الاجمال من ضروريات دين الاسلام، و هل الضروري من الدين الا ما يكون التدين بذلك الدين مستلزماً للاعتقاد و التدين به مثلًا وجوب الصلاة من ضروريات دين الاسلام فهل يعقل الالتزام بدين الاسلام مع عدم الالتزام بوجوب الصلاة، و التصديق بنبوة النبي عبارة عن التصديق بأن كل ما جاء به حق و هو من اللّه جلَّ شأنه و هذا القدر يكفي في الاعتقاد بالمعاد و لا حاجة الى اكثر من هذا للخروج من عهدة التكليف الشرعي او العقل، و لا يلزم معرفة كيف يعود و متى يعود و اين يعود فان التكليف بمعرفتها تكليف شاق على الخواص فكيف بغيرهم فإنه يكاد يكون تكليفاً بما لا يطاق و العلم اللازم في اصول الدين لا يقدح فيه الاجمال و لا يلزم فيه ان يكون قادراً على البرهنة و الاستدلال بل يكفي فيه حصوله من أي سبب كان و عدمه جواز التقليد في اصول الدين يراد منه عدم كفاية الظن و لزوم القطع و اليقين لا لزوم اقامة الحجج و البراهين، و الغاية من هذا البيان و الغرض الأقصى به انه لا يجب على المكلفين و لا سيما العوام البحث عن كيفية المعاد الجسماني بل قد لا يجوز لهم ذلك كسائر قضايا القواعد النظرية و المباحث الحكمية مثل قضية القضاء و القدر و الخير و الشر و الاختيار و الجبر و ما الى ذلك من المعضلات العويصة اذ قد تعلق الشبهة بذهن احدهم و لا يقدر على التخلص منها فيكون من الهالكين كما هلك ابليس اللعين بشبهة خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ* فالأولى بل الأسلم هو الالتجاء الى العلم الحاصل من النقل من كتاب و سنة و اعتبارات يستفاد من مجموعها اليقين بأن المعاد الجسماني مثلًا من اصول الدين و يلتزم به و يقف عند هذا الحد‌


[1] يستدل الفقيد على صحة مذهب العدلية بميول الحواس فالسمع يميل الى الأصوات الحسنة مثلًا بغض النظر عن فائدتها بل لذاتها، و العقل الذي هو سيد الحواس و ارقى منها لا بد ان يميز الحسن من القبيح على وجه العموم و هذا الرأي مع صوابه لا ينقض رأي الاشاعرة تماماً لأن رأيهم لا يخلو من صحة، و الحقيقة دائماً ذات وجهين (السلب و الايجاب) و قد تكون ذات وجوه احياناً.

الناشر

[2] اضيف نقلًا عن الفردوس الأعلى ص 164.

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست