responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 26

تسهيل طرق البشر للوصول الى سعادة هذه الحياة و ما بعدها من الحياة الابدية و السعادة السرمدية التي هي عبارة عن انتهاء الى علم لا جهل معه و غنى لا فقر فيه و حياة لا موت بعدها. وصفاء عيش لا كدر معه. هذا هو خلاصة معنى الايمان بِاللّٰهِ وَ مَلٰائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ. و بما ذكر يتضح لك ايضاً الصحيح من معنى الايمان بالقدر فتدبره جيداً.

(درس 4): اثبات الصانع

يجب معرفة الصانع، يعني تحصيل العلم بأن للعالم صانعاً و يجب ايضاً معرفة صفاته، كتوحيده و قدرته و علمه و نظائرها حسب الطاقة البشرية. و الدليل على هذا الوجوب، بعد اجماع كافة الملل، عقلي و سمعي. اما العقلي فمن وجهين:

الأول: قاعدة دفع الضرر المحتمل فإن الانسان اذا بلغ سن التمييز، و بلغه ان للناس ادياناً و مذاهب و ان لهم معبودات يعبدونها تضر و تنفع، فلا شك ان يتطرق اليه احتمال الضرر الدنيوي و الأخروي اذا لم يسلك طريق المعرفة و تحصيل العلم بمعبوده، و دفع الضرر المحتمل واجب بحكم العقل، و لذا يذم العقلاء من يسلك في سفره طريقاً غير مأمون السلامة، و محتمل الهلكة، بل الضرر في المقام متيقن لأن الشك يوجب الخوف و الخوف ضرر فعلي لأنه يوجب القلق و سلب الراحة.

الثاني: من طريق شكر المنعم، فإن شكر المنعم واجب و بيانه ان الانسان اذا بلغ سن التمييز عرف انه متمتع بجملة من النعم، اولها و افضلها نعمة الوجود فيلزمه شكر هذه النعمة لأحتمال عدم شكرها موجب لزوالها. و شكر المنعم موقوف على معرفته ليكون شكره مناسب لشأنه و الا لم يكن شكراً. و الباري تعالى هو الصانع، و الموجد منعم فيجب معرفته كي يمكن القيام بشكره على ما يناسب شأنه تعالى شأنه، و من معرفته معرفة انه حكيم و مقتضى حكمته ان يكلف لعباد بما فيه صلاحهم و لا يتركهم سدى كالبهائم فيجب معرفة مبلّغ التكاليف و هو النبي(ص) و حافظ التكاليف و هو الامام، و معرفة الجزاء للطاعة و المعصية و هو المعاد، و انه تعالى لا يظلم عباده و هو العدل. و هذه بعد معرفة الصانع هي العقائد الخمس المعروفة بأصول الدين (التوحيد) و (العدل) و (النبوة) و (الامامة) و (المعاد) فيجب معرفتها.

اما الدليل السمعي فمن وجهين ايضاً:

الأول: قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ و الأمر للوجوب.

الثاني: انه لما نزل قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ قال النبي(ص): (

ويل لمن لاكها بين لحييه و لم يتدبرها

). و وجه الدلالة انه (صلوات اللّه عليه) ذم من يتلو الآية و لا يتدبرها. و المراد في التدبر في الآية جزماً هو الاستدلال بالاجرام السماوية، و الحركات الفلكية، و ما في السماوات و الأرض من آثار الصنعة، و عظم القدرة الدالة بالضرورة على وجود صانعها، و باهر قدرته، و بديع حكمته، و واسع علمه. فيكون النظر و الاستدلال الموجبين للمعرفة و العلم واجباً و هو المطلوب.

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست