responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 12

نظرية وحدة الوجود

اول من قال بهذه النظرية و شرحها بعض كهنة الديانة البرهمية الهندية و هم اصحاب فلسفة الويدانت. و قال بها اصحاب الفلسفة الافلاطونية الحديثة من فلاسفة اليونان، و اخذها الفلاسفة المسلمون من مصدرها الهندي و اليوناني و توسعوا في شرحها او توصلوا اليها بصورة مستقلة عن فلاسفة الهند و اليونان و هو الارجح، و دعا اليها عدد كبير من الشيعة و السنة و خلاصتها: ان الموجودات و جميع الأشياء و الظواهر كالمادة و الطاقة و العقل و النبات و الحيوان و الروح و العقل متشابهة في حقيقتها و ان اختلفت في الظاهر و الواقع المحسوس (الحالة الراهنة) فهي متماثلة في الحقيقة و الجوهر، و لما كانت حقيقتها واحدة ففي عالم الامكان كل شي‌ء يمكن ان يتحول الى نظيره بالصيرورة و التغير، فالبذرة في الواقع و الظاهر غير الشجرة التي تنشأ منها و لكنها في عالم الامكان شجرة. فعالم الامكان اوسع من عالم الواقع بكثير و يشمل الماضي و الحاضر و المستقبل اما عالم الواقع فيشمل الحاضر و الماضي. و اقدم مثالًا علمياً لتوضيح و تأييد نظرية وحدة الوجود: في السابق كان علماء الكيمياء يعرفون العنصر بأنه المادة التي لا يمكن تحليلها الى ابسط منها، و لكن ان علماء الكيمياء الآن يعلمون ان المادة تتألف من 96 عنصراً و بواسطة اطلاق انواع خاصة من الاشعاع على أي عنصر يمكن تحويله الى عنصر آخر، مثلًا امكن تحويل النتروجين الى الاوكسجين و البريليوم الى كاربون و الليثيوم الى هليوم و البلاتين الى ذهب و غير ذلك. و العناصر المشعة كاليورانيوم و الراديوم بمرور الزمن تتحلل الى عناصر اخرى. و يعرف العنصر الآن بأنه المادة التي لا يمكن تحليلها الى مادتين او اكثر بالطرق الاعتيادية. و سابقاً ظن العلماء ان المادة لا تفنى و لا تستحدث و ان المادة منفصلة عن الطاقة و اثبت العالم انيشتاين ان المادة تكافئ الطاقة و انهما حقيقة واحدة و تتحول احداهما الى الاخرى [1].

و نجد ثلاث تفسيرات لهذه النظرية من ناحية علاقتها بالله:

(1) وحدة الوجود و تعدد الموجود:

من الصعب على الانسان ان يدرك صلة اللّه بالموجودات بوضوح عن طريق الحواس و العقل. و لذلك لا بد من الاجمال و ترك التفاصيل، و هذا الرأي للنظرية يرى ان الموجودات على اختلافها هي حقائق موجودة لا ريب فيها و لكنها حقائق جزئية غير مطلقة أي انها حقائق متغيرة غير ثابتة على حالة واحدة، و شكل معين و صفات معينة و ان كانت لا تفنى فناء تامّاً و الأشياء في حقيقتها لا تخرج عن حقيقة اللّه لأن اللّه تعالى حقيقة الوجود. و اللّه يختلف عن الأشياء اختلافاً عظيماً في صفاته كما تختلف الموجودات فيما بينها اختلافاً عظيماً. فالاختلاف كبير بين الجماد و النبات و بين النبات و الحيوان و بين المادة و الطاقة، و ان كانت حقيقتها واحدة و العقل اقرب الأشياء الى اللّه، و اللّه غير منفصل عن الوجود، فالموجودات نشأت من اللّه و اللّه‌


[1] و قد ذكر الفقيد الوالد (قدس سره) برهانيين عقليين لنظرية وحدة الوجود في الجواب على قول الحكماء (الواحد لا يصدر عنه الا الواحد) و نصهما:

1 ان حضرة الحق سبحانه لا بد ان يكون احدي الذات احدي الصفات فإنه ان لم يكن كذلك يلزم التركيب و التركيب ملازم للامكان و الامكان طارد الوجوب و لا يجتمع معه فلو كانت فيه حيثيتان متباينتان لكان مركباً و لو كان مركباً لكان ممكناً و لو كان ممكناً لم يكن واجباً و هذا خلف.

2 ان بين كل علة و معلول لا بد ان تكون سنخية و مناسبة بمعنى ان تكن بينهما جهة و حيثية و بتلك الجهة و الحيثية يصدر هذا المعلول من تلك العلة فان لم يكن بينهما السنخية و الاقتضاء الخاص يلزم ان يؤثر كل شي‌ء في كل شي‌ء و معروف انه لو لا السنخية بين العلة و المعلول لزم تأثير كل شي‌ء في كل شي‌ء.

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست