responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 7

و كان سفيان بن معاوية حاضرا، و كان يحقد على ابن المقفع لهزئه به و احتقاره له، فاستغل الفرصة، و انتظر حتى وقع في يده فقتله و أحرقه.. مغتنما غضب المنصور عليه حتى لا يسأله أحد عن دمه..

و يبدو من دراستنا لتاريخ هذا الكاتب الفنان أنه لم يكن من أنصار الحكم الجديد القائم..

و ليست كتابته لأعمام المنصور الخليفة العباسي لتقطع بموالاته للدولة، فأعمام المنصور لم يكونوا يحبون أبي جعفر المنصور و لا كان هذا يحبهم.. و قد يكون ابن المقفع قد التمس العمل معهم لأكثر من غرض واحد.

أولا: أن يكون ممن يعملون تحت لواء بعض كبار ولاة الدولة الجديدة و أنسباء خليفتها.. فاختار أعمام السفاح و المنصور..

و ثانيا: انه كان من أصحاب المطامع بالتأكيد و هو لا يستطيع الوصول الى ما يريده من الغايات و الآمال الضخام إلا بالعمل السياسي و بالعمل مع بعض كبار رجال الدولة الجديدة.

و ثالثا: انه كان قمينا و هو في مركزه الجديد هذا أن يخدم جماعته، و يطمئن الى معاشه و مصالحه، و نشر آرائه و مقاصده، و برامجه الاصلاحية التي تراها واضحة ظاهرة في كل ما كتبه و ألفه و نشره..

و مهما يكن من أسباب قتل المنصور لابن المقفع، فان الذي لا شك فيه عندنا انه لو لم يكن ابن المقفع متصلا بأعمامه كاتبا لهم، لما قتله، رغم ما أشيع عنه من الزندقة و الإلحاد، و لو أن من سياسة الدولة في ذلك العهد قتل الزنادقة، لكان من الواجب قتل الجميع بعد محاكمتهم، لا قتل واحد و ترك الآخرين..

أما ان ابن المقفع كان ملحدا زنديقا بعد اسلامه فهذه تهمة لست أملك البرهان القاطع عليها.. فأنا من أمرها بين بين.. فقد كان الناس في هذا العهد يتهمون بالزندقة كل من قال بيتا من الشعر فيه تعريض بالدين، أو استخفاف بالحرمات، أو تفضيل للنار على التراب، و قد يكون الشاعر قال هذا في ساعة سكر، أو متحديا ساخرا، فتلصق به التهمة، و تلصق بمن يتصل به، و من الحق في مثل هذه الحالات أن يحال المرء للمحاكمة لا أن يقتل دون ما سؤال و لا جواب و لا دفاع..

عدو الدولة الجديدة

لقد كان ابن المقفع عدوا للدولة الجديدة يعمل مع أعداء هذه الدولة الجديدة، أو مع‌

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست