نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 183
فخرج من بعض أجحار البيت حية سوداء فدنت من الغلام فضربها ابن عرس ثمّ وثبت فقتلها ثمّ قطّعها و امتلأ فمه من دمها، ثمّ جاء النّاسك و فتح الباب فالتقاه ابن عرس كالمبشّر له بما صنع من قتل الحية. فلمّا رآه ملوّثا بالدّم و هو مذعور [1] طار عقله و ظنّ أنّه قد خنق ولده و لم يتثبّت في أمره و لم يتروّ [2] فيه حتّى يعلم حقيقة الحال و يعمل بغير ما ظنّ من ذلك و لكن عجّل على ابن عرس و ضربه بعكّازة كانت في يده على أمّ رأسه [3] فمات و دخل النّاسك فرأى الغلام سليما و عنده أسود [4] مقطّع. فلمّا عرف القصّة و تبيّن له سوء فعله في العجلة لطم على رأسه و قال: ليتني لم أرزق هذا الولد، و لم أغدر هذا الغدر، و دخلت امرأته فوجدته على تلك الحال، فقالت له: ما شأنك؟فأخبرها بالخبر من حسن فعل ابن عرس و سوء مكافأته له، فقالت: هذه ثمرة العجلة.
فهذا مثل من لا يتثبّت في أمره بل يفعل أغراضه بالسّرعة و العجلة.