responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 140

السّنّور [1] و بينك و بيني، فإنّ العداوة التي بيننا ليست تضرّك و إنّما ضررها عائد عليّ، فإنّ الماء لو أطيل اسخانه لم يمنعه ذلك من إطفائه النار إذا صبّ عليها.

و إنّما مصاحب العدوّ و مصالحه كصاحب الحيّة يحملها في كمّه، و العاقل لا يستأنس إلى العدوّ الأريب. قال الغراب: قد فهمت ما تقول و أنت خليق أن تأخذ بفضل خليقتك و تعرف صدق مقالي و لا تصعّب عليّ الأمر بقولك ليس إلى التّواصل بيننا سبيل، فإنّ العقلاء الكرام لا يبتغون على معروف جزاء، و المودّة بين الصالحين سريع اتصالها بطي‌ء انقطاعها، و مثل ذلك مثل الكوز من الذهب بطي‌ء الانكسار سريع الإعادة هيّن الإصلاح إن أصابه ثلم أو كسر، و المودّة بين الأشرار سريع انقطاعها بطي‌ء اتصالها، و مثل ذلك مثل الكوز من الفخّار سريع الانكسار ينكسر من أدنى شي‌ء و لا وصل له أبدا، و الكريم يودّ الكريم و اللّئيم لا يودّ أحدا إلاّ عن رغبة أو رهبة، و أنا إلى ودّك و معروفك محتاج لأنّك كريم، و أنا ملازم لبابك غير ذائق طعاما حتّى تؤاخيني.

قال الجرذ: قد قبلت إخاءك فإنّي لم أردد أحدا عن حاجة قطّ، و إنّما بدأتك بما بدأتك به إرادة التّوثّق لنفسي فإن أنت غدرت بي لم تقل إنّي وجدت الجرذ سريع الانخداع، ثمّ خرج من جحره فوقف عند الباب. فقال له الغراب: ما يمنعك من الخروج إليّ و الاستئناس بي أو في نفسك بعد منّي ريبة. قال الجرذ:

إنّ أهل الدّنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين و يتواصلون عليهما و هما ذات النفس و ذات اليد، فالمتبادلون ذات النّفس هم الأصفياء و أمّا المتبادلون ذات اليد فهم المتعاونون الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعض، و من كان يصنع المعروف لبعض منافع الدّنيا فإنّما مثله فيما يبذل و يعطي كمثل الصيّاد و إلقائه الحبّ للطير


[1] السنور: القط.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست