عن أبيه عن ابن عباس قال: بينما رسول اللّه «ص» جالس في جماعة من اصحابه اقبل علي فلما بصر به رسول اللّه (ص) قال: من أراد منكم ان ينظر الى آدم في علمه، و إلى نوح في حكمته، و إلى ابراهيم في حلمه، فلينظر الى علي بن أبى طالب [322].
قلت: تشبيهه لعلي (ع) بآدم في علمه لأن اللّه علم آدم صفة كل شيء كما قال عز و جل: (و علم آدم الأسماء كلها) [323] فما من شيء و لا حادثة و لا واقعة إلا و عند علي «ع» فيها علم، و له في استنباط معناها فهم، و شبهه بنوح في حكمته، أو في رواية في حكمه، و كأنه اصح، لأن عليا «ع» كان شديدا على الكافرين رءوفا بالمؤمنين، كما وصفه اللّه تعالى في القرآن بقوله (و الذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) [324].
و أخبر اللّه عز و جل عن شدة نوح «ع» على الكافرين بقوله: (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) [325].
و شبهه في الحلمخ بابراهيم «ع» خليل الرحمن كما وصفه اللّه عز و جل بقوله (ان ابراهيم لأوّاه حليم) [326]، فكان متخلقا بأخلاق الأنبياء متصفا بصفات الأصفياء.
[322] كنز العمال 1: 226 و فيه هكذا: عن علي قال: جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم في ملأ من قريش فنظر إلي و قال: من أراد- الحديث- الرياض النضرة 2: 218، المناقب لابن شهر اشوب 3: 241، ميزان الاعتدال 3: 99.