نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 685
لم يرهق وجهه قتر و لا ذلّة (1)، و ما من شيء إلّا له جزاء إلّا الدمعة، فإنّ اللّه يكفر بها بحور الخطايا، و لو أنّ باكيا بكى في أمّة لحرّم اللّه تلك الامّة على النار.
و عنه (عليه السلام) أنّه قال لابنه: يا بني إيّاك و الكسل و الضجر، فإنّهما مفتاح كلّ شر؛ إنّك إن كسلت لم تؤدّ حقّا، و إن ضجرت لم تصبر على حق.
و عن عروة بن عبد اللّه قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) عن حلية السيوف فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصدّيق رضي اللّه عنه سيفه، قلت: فتقول: الصدّيق؟
قال: فوثب و ثبة و استقبل القبلة و قال: نعم الصدّيق، نعم الصدّيق، نعم الصدّيق فمن لم يقل له الصدّيق فلا صدّق اللّه له قولا في الدنيا و لا في الآخرة.
و عن أفلح مولاه قال: خرجت مع محمّد بن علي (عليهما السلام) حاجا، فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته، فقلت: بأبي أنت و أمّي إنّ الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلا، قال: و يحك يا أفلح، و لم لا أبكي لعلّ اللّه أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غدا، ثمّ قال: و طاف بالبيت ثمّ جاء حتّى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده، فإذا موضع سجوده مبتلّ من دموع عينيه.
و عن أبي حمزة عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) قال: ما من عبادة أفضل من عفّة بطن أو فرج، و ما من شيء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من أن يسأل، و ما يدفع القضاء إلّا الدعاء، و إنّ أسرع الخير ثوابا البر، و إنّ أسرع الشرّ عقوبة البغي، و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، و أن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه، و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.
قال المصنّف: أسند أبو جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد اللّه و أبي سعيد الخدري و أبي هريرة و ابن عباس و أنس و الحسن و الحسين، و روى عن سعيد بن المسيّب و غيره من التابعين، و مات في سنة سبع عشرة و مائة، و قيل: ثماني عشرة، و قيل: أربع عشرة و هو ابن ثلاث و سبعين، و قيل: ثمان و خمسين، و أوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلّي فيه (آخر كلام ابن الجوزي في هذا الباب).
(1) أرهقه الشيء: أغشاه إيّاه و ألحق ذلك به و عن الأزهري: الرهق اسم من الإرهاق و هو أن يحمل الإنسان على ما لا يطيقه. و القتر بفتحتين جمع القترة و هي الغبرة. و عن ابن عباس في قوله تعالى وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ- يونس: 26- أي لا يلحقهم سواد و قيل: غبار و لا ذلة أي هوان، و قيل: كآبة و كسوف. ذكره الطبرسي رحمه اللّه في كتاب مجمع البيان.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 685