responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 78

سنن المكابرة و المباهتة، و تركوا بنيات الطريق (1) و قد خلّصنا نحن من هذه العهدة فإنّ الأئمّة الاثنى عشر (عليهم السلام) قد تعيّنوا عندنا بنصوص واضحة جليّة لا شك فيها، و لا لبس و لم نحتج في الإقرار بهم (عليهم السلام)، و الاعتراف بإمامتهم إلى استنباط ذلك من كتبهم، و إنّما أوردنا من ذلك ما أوردناه ليكون حجّة عليهم و لا يقدح في مرادنا كونهم (عليهم السلام) منعوا الخلافة، و عزلوا عن المنصب الذي اختار هم اللّه له، و استبدّ به دونهم، إذ لم يقدح في نبوّة الأنبياء (عليهم السلام) تكذيب من كذبهم، و لا وقع الشك فيهم لانحراف من انحرف عنهم، و لا شوّه وجوه محاسنهم تقبيح من قبّحها، و لا نقص شرفهم خلاف من عاندهم و نصب لهم العداوة، و جاهرهم بالعصيان و قد قال علي (عليه السلام): و ما على المؤمن من غضاضة (2) في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه، و لا مرتابا بيقينه. و قال عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه في أيّام صفّين: و اللّه لو ضربونا حتّى يبلغونا سعفات هجر (3) لعلمنا أنّا على الحقّ و إنّهم على الباطل و هذا واضح لمن تأمّله.

فأمّا النص فكما قال الشيخ كمال الدين، و هو أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) نصّها في علي (عليه السلام) كما سنذكره في بابه عند وصولنا إليه من طرقنا و طرقهم، و أمّا العدّة و تعيينها فإنّ صدقهم (عليهم السلام) و عصمتهم ثابتة في كتب أصولنا، و هم أخبرونا بولاية كلّ واحد واحد منهم (عليهم السلام)، و أخبرونا بالإمام الثاني عشر، و اسمه و صفته و اسم أبيه و حال غيبته و أمر ظهوره، و صحّ ذلك عندنا و ثبت ثبوتا لم نحتج معه إلى غيرنا، و إنّما نذكّر ذلك من أقوالهم ليكون حجّة عليهم، و بسط هذا القول و مفصّل هذه الجملة يرد في أخبار مولانا الخلف الصالح صاحب الأمر صلّى اللّه عليه و على إله الطاهرين.

ذكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)

ولد (عليه السلام) بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر اللّه الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و لم يولد في البيت الحرام أحد سواه قبله و لا بعده، و هي فضيلة خصّه اللّه بها إجلالا له، و إعلاما لرتبته، و إظهارا لتكرمته.


(1) بنيات الطريق- بضمّ الموحدة و فتح النون و الياء المشدّدة- الطرق الصغيرة المتشعّبة من الجادة.

(2) الغضاضة: الذلّة و المنقصة.

(3) السعفات جمع السعفة- بالتحريك-: أغصان النخيل. و هجر: اسم لجميع أرض بحرين، قيل: و إنّما خصّ هجر للمباعدة في المسافة و لأنّها موصوفة بكثرة النخيل.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست