نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 62
أقول: إنّ أبا عثمان من رجال الإسلام و أفراد الزمان في الفضل و العلم و صحّة الذهن و حسن الفهم و الاطّلاع على حقائق العلوم، و المعرفة بكلّ جليل و دقيق، و لم يكن شيعيّا فيتّهم و كان عثمانيا مروانيا و له في ذلك كتب مصنّفة، و قد شهد في هاتين الرسالتين من فضل بني هاشم و تقديمهم و فضل علي (عليه السلام) و تقديمه بما لا شك فيه و لا شبهة و هو أشهر من فلق الصباح، و هذا إن كان مذهبه فذاك و ليس بمذهبه، و إلّا فقد أنطقه اللّه تعالى بالحق و أجرى لسانه بالصدق، و قال ما يكون حجة عليه في الدنيا و الآخرة، و نطق بما لو اعتقد غيره لكان خصمه في محشره، فإنّ اللّه عند لسان كلّ قائل فلينظر قائل ما يقول و أصعب الأمور و أشقّها أن يذكر الإنسان شيئا يستحقّ به الجنّة ثمّ يكون ذلك موجبا لدخوله النار، نعوذ باللّه من ذلك.
أحرم منكم بما أقول و قد * * * نال به العاشقون من عشق
صرت كأنّي ذبالة نصبت * * * تضيء للناس و هي تحترق (1)
و ليكن هذا القدر كافيا، فإنّه حيث ثبت ما طلبناه بشهادة هذا الرجل شرعنا فيما نحن بصدده بعون اللّه و حوله، و لا بدّ من ذكر أشياء مهمّة نقدّمها أمام ما وجّهنا إليه وجه قصدنا، و صرفنا إليه اهتمامنا و باللّه التوفيق.
فمن ذلك تفسير معنى قولهم آل الرسول و أهل البيت و العترة و تبيين من هم.
و ما ورد في ذلك من الأخبار و أقوال أرباب اللغة.
قال أبو عبد اللّه الحسين بن خالويه: الآل ينقسم في اللغة خمسة و عشرين قسما آل اللّه قريش قال الشاعر هو عبد المطلب:
نحن آل اللّه في كعبته * * * لم يزل ذاك على عهد إبرهم (2)
و قال آخرون: أراد نحن آل بيت اللّه أي قطّان مكة و سكّان حرم اللّه، و العرب تقول في الاستغاثة يا آل اللّه يريدون قريشا، و آل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بنو هاشم، من آل إليه بحسب أو قرابة، و قيل آل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كلّ تقي، و قيل آل محمّد من حرمت عليه الصدقة، فأمّا قوله تعالى: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ(3) قيل يرث نبوّتهم