نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 520
فكتبته هنا لأنّ كلّما ذكرته في مناقبهم لو قصرته على أحدهم لكانوا فيه شركاء على السوية، و ما أعطي أحدهم منزلة شرف إلّا و كلّهم مخصوصون بمثل تلك العطيّة، فهم صلّى اللّه عليهم خلاصة الوجود، و معادن الكرم و الجود، و شجن الولي و شجى الحسود (1)، و العدة و العتاد في اليوم الموعود و السلام.
السابع: في عبادته
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة رحمه اللّه تعالى: اعلم وصلك اللّه بحبل تأييده، و أوصلك بلطفه إلى مقام توفيقه و تسديده، إنّ العبادة تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
بدنيّة، و ماليّة، و مركّبة منهما، فالبدنيّة كالصلاة و الصوم و تلاوة القرآن الكريم، و أنواع الذكر، و المالية كالصدقات و الصلات و المبرّات، و المركّب منهما كالحج و الجهاد و الاعتمار، و قد كان الحسن (عليه السلام) ضاربا في كلّ واحد من هذه الأنواع بالقدح الفائز و القدح الحائز.
أمّا الصلاة و الأذكار و ما في معناهما فقيامه بها مشهور، و اسمه على أربابها مذكور.
و أمّا الصدقات فقد صحّ النقل في ما رواه الإمام الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته أنّه (عليه السلام) خرج من ماله مرّتين، و قاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرّات، و تصدّق به حتّى أنّه كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا، و سيأتي تمام ذلك في الفصل الثامن المعقود لذكر كرمه و صلاته إن شاء اللّه تعالى.
و أمّا العبادة المركبة
نقل الحافظ المذكور في حليته بسنده أنّه (عليه السلام) قال: إنّي لأستحيي من ربّي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته،
فمشى عشرين مرّة من المدينة إلى مكّة على رجليه.
و روى صاحب كتاب صفوة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جدعان قال: حجّ الحسن (عليه السلام) خمس عشرة حجة ماشيا، و إنّ النجائب لتقاد معه، فأيّ زهد أعظم من هذا (آخر كلامه).
قال أفقر عباد اللّه تعالى علي بن عيسى: فضائل الحسن و فواضله و مكارمه
(1) الشجن- محركة-: الحاجة. و الشجا: ما اعترض في الخلق من عظم و نحوه.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 520