نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 471
نصيب من مآثره و مناقبه، و هي (عليها السلام) شجرة مجد هذه أصولها و فروعها، و مزنة (1) فخار صفا ماؤها و طاب ينبوعها، و قصة سؤدد اعتدل في أسباب العلاء منقولها و مسموعها، فكيف يبلغ وصف فضلها و قد بلغت الغاية في نبلها، و استولت على قصبات المسابقة و خصلها، و ما عدّت فضيلة إلّا و هي لها بالأصالة أو هي من أهلها، فمن عراه شك فيما قلته فليأت بمثلها أو مثل أبيها و بنيها و بيتها و بعلها، صلّى اللّه عليهم صلاة تقوم بشرف محلّهم و محلّها، و حيث ذكرنا من أوصافها ما تيسّر، و اقتصرنا على الأقل لتعذّر الإحاطة بالأكثر، فلنذكر وفاتها صلّى اللّه عليها، و نشرع في ترتيب ذكر بنيها ترتيب العقد في النظام، و اللّه تعالى يهدي إلى دار السلام.
ذكر وفاتها و ما قبل ذلك من ذكر مرضها و وصيّتها صلّى اللّه عليها
روي أنّ أبا جعفر (عليه السلام) أخرج سفطا (2) أو حقّا فأخرج منه كتابا فقرأه و فيه وصيّة فاطمة (عليها السلام).
بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، أوصت بحوائطها السبعة إلى علي بن أبي طالب، فإن مضى فإلى الحسن، فإن مضى فإلى الحسين، فإن مضى فإلى الأكابر من ولدي، شهد المقداد بن الأسود، و الزبير بن العوام، و كتب على بن أبي طالب.
و عن أسماء بنت عميس قالت: أوصتني فاطمة (عليها السلام) أن لا يغسلها إذا ماتت إلّا أنا و علي، فغسلتها أنا و علي (عليه السلام).
و قيل: قالت فاطمة (عليها السلام) لأسماء بنت عميس حين توضّت وضوءها للصلاة:
هاتي طيبي الذي أتطيّب به، و هاتي ثيابي التي أصلّي فيها، فتوضّأت ثمّ وضعت رأسها، فقالت: اجلسي عند رأسي فإذا جاء وقت الصلاة فأقيميني فإن قمت و إلّا فأرسلي إلى علي، فلمّا جاء وقت الصلاة قالت: الصلاة يا بنت رسول اللّه، فإذا هي قد قبضت، فجاء علي فقالت له: قد قبضت ابنة رسول اللّه، قال: متى؟ قالت: حين أرسلت إليك، قال:
فأمر أسماء فغسلتها و أمر الحسن و الحسين (عليهما السلام) يدخلان الماء و دفنها ليلا، و سوّى
(1) المزن- بالضم- السحاب أو أبيضه أو ذو الماء. و المزنة: قطعة منه.