نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 464
بعد البيان، و نكصتم بعد الإقدام عن قوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم، فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
ألا و قد أرى و اللّه أن قد أخلدتم إلى الخفض و ركنتم إلى الدعة فمججتم الذي أوعيتم (1) و لفظتم الذي سوّغتم (2)، فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فإنّ اللّه لغني حميد، ألا و قد قلت الذي قلت على معرفة منّي بالخذلة التي خامرتكم (3)، و خور القناة (4)، و ضعف اليقين، و لكنّه فيضة النفس و نفثة الغيظ و بثّة الصدر (5)، و معذرة الحجّة، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظّهر، ناقبة الخف، باقية العار، موسومة بشنار الأبد (6)، موصولة بنار اللّه الموقدة التي تطّلع على الأفئدة، إنّها عليهم مؤصدة، فبعين اللّه ما تفعلون، وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَو أنا بنت نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنّا عاملون، و انتظروا إنّا منتظرون.
هذه الخطبة نقلتها من كتاب السقيفة و كانت النسخة مع قدمها مغلوطة فحققتها من مواضع آخر.
و روى صاحب كتاب السقيفة عن رجاله عن عبد اللّه بن حسن عن امّه فاطمة بنت الحسين قالت: لمّا اشتدّت بفاطمة (عليها السلام) الوجع و اشتدّت علّتها اجتمعت عندها نساء المهاجرين و الأنصار، فقلن لها: يا بنت رسول اللّه كيف أصبحت عن ليلتك؟
قالت:
(1) مج الشيء من فيه: رمى به. و أوعى الشيء: حفظه و جمعه.
(2) و لفظ بمعنى مج. ساغ الشراب: سهل مدخله في الحلق.
(4) الخور: الضعف. قال المجلسي رحمه اللّه: لعلّ المراد بخور القنا ضعف النفس عن الشرة و كتمان الضر أو ضعف ما يعتمد عليه في النصر على العدو و الأوّل أنسب.
(5) فاض الخبر: شاع، و المراد به هنا إظهار المضمر في النفس لاستيلاء الهم و غلبة الحزن. و البث: النشر و الإظهار و الهم الذي لا يقدر صاحبه على كتمانه فيبثّه أي يفرقه.