responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 445

بوحي من اللّه إلى نبيّه و أمره أن يتعشّى عند علي (عليه السلام) تلك الليلة، فلمّا نظر إلى سكوته قال: يا أبا الحسن مالك لا تقول لا فأنصرف أو نعم فأمضي معك؟ فقال: حياء و تكرّما؟ فاذهب بنا.

فأخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بيد علي (عليه السلام) فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة (عليها السلام) و هي في مصلّاها، قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا، فلمّا سمعت كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) خرجت من مصلّاها فسلّمت عليه، و كانت أعزّ الناس إليه، فردّ السلام و مسح بيديه على رأسها و قال لها: يا بنتاه كيف أمسيت رحمك اللّه؟ قالت: بخير، قال: عشّينا رحمك اللّه و قد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و علي (عليه السلام)، فلمّا نظر علي (عليه السلام) إلى الطعام و شمّ ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا (1) قالت له فاطمة: سبحان اللّه ما أشحّ نظرك و أشدّه؟ هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا أستوجب به منك السخط؟ فقال: و أيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه؟ أ ليس عهدي بك اليوم الماضي و أنت تحلفين باللّه مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين؟ قال: فنظرت إلى السماء و قالت: إلهي يعلم ما في سمائه و أرضه إنّي لم أقل إلّا حقّا، فقال لها: يا فاطمة أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه و لم أشم مثل رائحته قط و لم آكل أطيب منه؟

قال: فوضع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كفّه الطيّبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها ثمّ قال: يا علي هذا بدل عن دينارك، هذا جزاء دينارك من عند اللّه، إنّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب، ثمّ استعبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) باكيا (2) ثمّ قال: الحمد للّه الذي أبي لكما أن تخرجا من الدنيا حتّى يجريك يا علي مجرى زكريا و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران.

قلت: حديث الطعام قد أورده الزمخشري في كشّافه عند تفسير قوله تعالى:

كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً الآية، و ذكرته آنفا في المجلّد الأوّل، و حديث المسكين و اليتيم و الأسير المذكورين في سورة هل أتى قد تقدّم إيضاحه، و الخبر عن النجرانيين عند ما دعاهم إلى المباهلة قد أشرقت غرره و أوضاحه، و هما قصّتان فضلهما شهير، و محلّهما خطير، و شرف فاطمة فيهما مشرق‌


(1) الشحيح بمعنى الحريص.

(2) استعبر الرجل: جرت عبرته و هي الدمع.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست