نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 408
المجموع ما جاءوا به معنى التواتر، كما أنّه إذا سمعنا أنّ إنسانا ما بلغ من الملك مكانة جليلة، ثمّ بلغنا أنّ الملك يتزيد في الإحسان إليه و إنّا في كلّ يوم نسمع من جهات مختلفة بتخصيصه إيّاه بضروب من إنعامه فإنّا نستفيد من جملة ذلك أنّ مكانته منه مكينة، و أنّ محلّه منه عظيم، فكذاك الحال في هذا، و حيث ملنا إلى الاقتصار على هذا القدر فلنشرع في ذكر مقتله (عليه السلام) و كيف جرت الحال فيه.
في ذكر قتله و مدّة خلافته و ذكر عدد أولاده (عليهم السلام)
قال أبو المؤيد الخوارزمي رحمه اللّه في كتاب المناقب: يرفعه إلى أبي سنان الدؤلي أنّه عاد عليّا في شكوى اشتكاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكنّي و اللّه ما تخوّفت على نفسي لأنّي سمعت رسول اللّه الصادق المصدّق (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا- و أشار إلى صدغيه (1)- فيسيل دمها حتّى تخضب لحيتك، و يكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.
قلت: الضمير في أشقاها يعود إلى الامّة و إن لم يجر لها ذكر، كما قال تعالى:
حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ(2) و كما قال: حتّى إذا ألقت يدا في كافر (3)، و يدلّ عليه:
أشقى ثمود.
و من المناقب مرفوعا إلى إسماعيل بن راشد قال: كان من حديث ابن ملجم لعنه اللّه و أصحابه: أنّ عبد الرحمن بن ملجم و البرك بن عبد اللّه التميمي و عمرو بن بكر
(2) سورة ص: 32. و الضمير في توارت في الآية يرجع إلى الشمس و إن لم يجر لها ذكر لأنّه شيء قد عرف. قال الطبرسي رحمه اللّه: و هذا كقوله سبحانه إِنَّا أَنْزَلْناهُ* يعني القرآن و لم يجر له ذكر، و قوله كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ يعني الأرض. و نقل عن الزجاج أنّه قال: في الآية دليل على الشمس و هو قوله إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِ فهو في معنى عرض عليه بعد زوال الشمس حتّى توارت الشمس بالحجاب، قال: و ليس يجوز الإضمار إلّا أن يجري ذكر أو دليل بمنزلة الذكر.
(3) و بعده «و أجن عورات الثغور ظلامها» و هو من معلقات لبيد بن ربيعة يصف الليل و ظلمته، و الضمير في ألقت يرجع إلى الشمس و قال الزوزنى: الكافر: الليل سمّيت به لكفره الأشياء أي لستره و الكفر:
الستر و الأجنان: الأستار أيضا. و الثغر: موضع المخافة و عورته: أشدّه مخافة. يقول: حتّى إذا ألقت الشمس يدها في الليل أي ابتدأت في الغروب و عبر عن هذا المعنى بإلقاء اليد لأنّ من ابتدأ بالشيء قيل ألقى يده فيه، و ستر الظلام مواضع المخافة، و الضمير في ظلامها للعورات.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 408