نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 393
فقال: يا بلال ائتني بولديّ الحسن و الحسين، فانطلق فجاء بهما، فأسند هما إلى صدره فجعل يشمّهما، قال علي (عليه السلام): فظننت أنّهما قد غمّاه أي أكرباه، فذهبت لأؤخّر هما عنه، فقال: دعهما يا علي يشمّاني و أشمّهما، و يتزوّدا منّي و أتزوّد منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالا و أمرا عضالا، فلعن اللّه من يخيفهما (1)، اللهمّ إنّي أستودعكهما و صالح المؤمنين.
و قيل: سمع عامر بن عبد اللّه بن الزبير و كان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص عليّا، فقال: يا بني لا تنتقص عليّا فإنّ الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، و إنّ الدنيا لم تبن شيئا إلّا و هدمه الدين، يا بني إنّ بني أميّة لهجوا (2) بسبّ علي بن أبي طالب في مجلسهم، و لعنوه على منابرهم، فكأنّما يأخذون- و اللّه- بضبعه إلى السماء مدّا و إنّهم لهجوا بتقريظ (3) ذويهم و أوائلهم فكأنّما يكشفون عن أنتن من بطون الجيف فأنهاك عن سبّه.
و سأل معاوية خالد بن معمر: على ما أحببت عليّا؟ قال: على ثلاث خصال:
على حلمه إذا غضب، و على صدقه إذا قال، و على عدله إذا ولّى.
قلت: رحمه اللّه خالد بن معمر فقد وصف عليّا (عليه السلام) ببعض ما فيه و نفى عن معاوية بعض ما فيه.
و عن يونس بن حبيب النحوي و كان عثمانيا، قال: قلت للخليل بن أحمد:
أريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عليّ؟ فقال: قولك يدلّ على أنّ الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه أنت أيضا؟ قال: قلت: نعم، أيّام حياتك، قال: سل، قلت: ما بال أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و رحمهم كأنّهم كلّهم بنو أم واحدة و علي بن أبي طالب من بينهم كأنّه ابن علّة؟ فقال: إنّ عليّا يقدمهم إسلاما، وفاقهم علما، و بذّهم شرفا (4)، و رجّحهم زهدا، و طالهم جهادا، و الناس إلى أشكالهم و أشباههم أميل منهم إلى من بان منهم فافهم.
قيل: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفر من الشيعة، قال