نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 350
لقرّت بذلك عينها، قالت أم سلمة: فلمّا ذكرنا خديجة بكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثمّ قال:
خديجة و أين مثل خديجة، صدّقتني حين كذّبني الناس، و آزرتني على دين اللّه، و أعانتني عليه بمالها، إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب الزمرّد لا صخب فيه و لا نصب.
قالت أم سلمة: فقلنا: فديناك بآبائنا و أمّهاتنا يا رسول اللّه، إنّك لم تذكر من خديجة أمرا إلّا و كانت كذلك، غير أنّها قد مضت إلى ربّها فهنّاها اللّه بذلك، و جمع بيننا و بينها في درجات جنّته و رضوانه و رحمته، يا رسول اللّه و هذا أخوك في الدنيا و ابن عمّك في النسب علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحبّ أن تدخل عليه زوجته فاطمة (عليها السلام) و تجمع بها شمله، فقال: يا أم سلمة فما بال عليّ لا يسألني ذلك؟ فقلت: يمنعه الحياء منك يا رسول اللّه، قالت أم أيمن: فقال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): انطلقي إلى علي فأتيني به.
فخرجت من عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فإذا عليّ ينتظرني ليسالني عن جواب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فلمّا رآني قال: ما وراءك يا أمّ ايمن؟ قلت: أجب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، قال:
فدخلت عليه و قمن أزواجه فدخلن البيت، و جلست بين يديه مطرقا نحو الأرض حياء منه (1)، فقال: أ تحب أن تدخلن عليك زوجتك؟ فقلت- و أنا مطرق-: نعم فداك أبي و أمّي، فقال: نعم و كرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء اللّه، فقمت فرحا مسرورا (2)، و أمر (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أزواجه أن يزيّنّ فاطمة (عليها السلام) و يطيّبنها و يفرشن لها بيتا ليدخلنها على بعلها، ففعلن ذلك، و أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من الدراهم التي سلّمها إلى أم سلمة عشرة دراهم فدفعها إلى علي (عليه السلام) و قال: اشتر سمنا و تمرا و أقطا (3) فاشتريت و أقبلت به إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فحسر (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)(4) عن ذراعيه و دعا بسفرة من أدم، و جعل يشدّخ (5) التمر و السمن و يخلطهما بالأقط، حتّى اتّخذه حيسا.
ثمّ قال: يا علي، ادع من أحببت، فخرجت إلى المسجد و أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) متوافرون، فقلت: أجيبوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فقاموا جميعا و أقبلوا نحو