نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 31
و الثواب، و لاقدّمه ذخيرة ليوم العرض و الحساب، و لأجعله مؤنسا إذا أفردت من الأحباب و الأتراب (1)، و خلوت بعملي و أنار هنّ الثرى و التراب، فقد تصدّيت لإثبات مناقبهم و مفاخر هم على مقدار جهدي لا على قدرهم العالي، و نظمت مزاياهم ما هو أحسن من انتظام اللئالي، و أوضحت من شأنهم ما يردع القالي (2) و يردّ الغالي، و أنا أرجو ببركتهم عليهم الصلاة و السلام أن يهدي به اللّه من اعتنقته الضلالة، و يرشد به من خبط في عشواء الجهالة (3)، و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، و قائدا لنهجه القويم و صراطه المستقيم، فيه تعالى و تقدّس اهتدينا إلى حبّهم، و صرنا من حزبهم، و إليه تقدّست أسماؤه تقرّبنا بودّهم، و تمسّكنا بعدهم، و اقتفينا منهاج رشدهم، و إنّي لأرجو أن تهب عليه نسمات القبول، و يسري في الآفاق سرى الصبا و القبول، و يشتهر اشتهار الصباح، و يطير صيته في الأقطار و ليس بذي جناح، و أن ينفعني به و يحسن ثوابي عليه و يجزل حظّي من إنعامه و إحسانه، و يوفّر نصيبي من فضله و امتنانه، و سمّيته كتاب (كشف الغمّة في معرفة الأئمّة).
أبتدئ بعون اللّه و توفيقه بذكر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أسمائه و سنّه و نسبه و مبعثه و شيء من معجزاته و وقت وفاته، و أذكر بعده عليّا (عليه السلام) و فاطمة صلوات اللّه عليها و الأئمّة من ولدهما (عليهم السلام) على النسق و الترتيب، و ما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب.
ذكر النبي صلى الله عليه و آله و سلم
ذكر أسمائه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)
أشهرها محمّد و قد نطق به القرآن المجيد، و اشتقاقه من الحمد، يقال حمدته أحمده إذا أثبت عليه بجليل خصاله، و أحمدته إذا صادفته محمودا، و بناء اسمه يعطي المبالغة في بلوغه غاية المحمدة.
و من أسمائه أحمد و قد نطق به القرآن أيضا، و اشتقاقه من الحمد كأحمر من الحمرة، و يجوز أن يكون لغتا في الحمد.
قال ابن عباس رضي اللّه عنه: اسمه في التوراة أحمد الضحوك القتّال، يركب البعير
(3) العشواء: الناقة التي لا تبصر أمامها. يقال «هو يخبط خبط عشواء» أي يتصرّف في الأمور من غير بصيرة و «إنّهم لفي عشواء من أمرهم» أي في حيرة و قلّة هداية.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 31