نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 295
النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان، و لا تدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة، و من كان بينه و بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) مدة فأجله إلى مدّته، و اللّه بريء من المشركين و رسوله. قال: فسارّ بها ثلاثا ثمّ قال لعلي (عليه السلام): ألحقه فردّ يا علي أبا بكر و بلّغها أنت، قال: ففعل، قال: فلمّا قدم علي النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أبو بكر بكى و قال: يا رسول اللّه، حدث فيّ شيء؟ قال: ما حدث فيك إلّا خير، و لكن أمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي،
و قد تقدّم ذكر هذا و أمثاله و هو مشهور فلا حاجة بنا إلى التطويل و تعديد الرواة و الروايات.
في بيان ما نزل من القرآن في شأنه (عليه السلام)
نقلت من مناقب أبي المؤيد الخوارزمي رحمه اللّه يرفعه إلى ابن عباس رضي اللّه عنه قال: أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه ممّن قد آمنوا بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، قالوا: يا رسول اللّه، إنّ منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس و لا متحدّث دون هذا المجلس، و إنّ قومنا لمّا رأونا آمنّا باللّه و رسوله و صدّقناه رفضونا و آلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلّمونا، فشقّ ذلك علينا، فقال لهم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ(1)، ثمّ إنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع، و بصر بسائل، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم خاتم من ذهب؟ فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): من أعطاكه؟ قال: ذلك القائم، و أومى بيده إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): على أيّ حال أعطاك؟ قال:
أعطاني و هو راكع، فكبّر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثمّ قرأ: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ(2)
، و أنشأ حسان بن ثابت يقول:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي * * * و كلّ بطيء في الهدى و مسارع
أ يذهب مدحي و المحبر ضائع (3) * * * و ما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * * * فدتك نفوس القوم يا خير راكع