نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 282
اقتداء بمن اقتصر، و كففت عن عزب القلم و ما به من قصور و لا قصر، و دللت على ما لم أذكر بما ذكرته، و قد يستدلّ على الشجرة بالواحدة من الثمر (1).
في ذكر رسوخ الإيمان في قلبه عليه أفضل الصلاة و السلام
نقلت من مناقب الخوارزمي رحمه اللّه عن منصور بن ربعي بن خراش قال: قال علي (عليه السلام): اجتمعت قريش إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و فيهم سهيل بن عمرو، فقالوا: يا محمّد، أرقّاؤنا لحقوا بك فارددهم علينا، فغضب النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حتّى رؤي الغضب في وجهه، ثمّ قال: لتنتهنّ يا معشر قريش أو ليبعثنّ اللّه عليكم رجلا منكم، امتحن اللّه قلبه بالإيمان، يضرب رقابكم على الدين. قيل: يا رسول اللّه، أبو بكر؟ قال: لا، فقيل:
عمر، قال: لا، و لكنّه خاصف النعل الذي في الحجرة، قال: فاستفظع الناس (2) ذلك من علي بن أبي طالب، فقال: أمّا إنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: لا تكذبوا عليّ فإنّه من كذب عليّ متعمّدا يلج النار (3)،
و قد تقدّم ذكر ما هو قريب من هذا.
و منه قال علي (عليه السلام): قال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يوم فتحت خيبر: لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمرّ على ملأ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به، و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك، ترثني و أرثك، و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي، و أنت تؤدّي ديني، و تقاتل على سنّتي، و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي، و إنّك غدا على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين، و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض، و أنت أوّل داخل الجنّة من أمّتي، و إنّ شيعتك على منابر من نور رواء مرويّون، مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني، و إنّ عدوّك غدا ظماء مظمئون، مسودّة وجوههم مفحمون (4)، حربك حربي، و سلمك
(1) و قد أفرد الفاضل المتتبع الشيخ ذبيح اللّه المحلاتي دامت بركاته العالية رسالة فارسية و سمّاه: «أخبار غيبية» و جمع فيها جلّ ما أخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام) من الأخبار بالملاحم و الفتن و الغيوب و طبع مرّة بطهران.