responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 236

بأرواحهم حماة الحقائق، و قدّمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على لطف مكانهم و قرب منزلتهم، و ليؤذن بأنّهم مقدّمون على الأنفس، مفدون بها، و فيه دليل لا شي‌ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء (عليهم السلام)، و فيه برهان واضح على صحّة نبوّة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، لأنّه لم يرو أحد من موافق و لا مخالف أنّهم أجابوا إلى ذلك (انتهى كلام الزمخشري).

فصل: [بعث النبي صلى الله عليه و آله عليا (عليه السلام) إلى اليمن‌]

و تلا وفد نجران إنفاذ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) عليّا (عليه السلام) إلى اليمن ليخمس زكواتها و يقبض ما تقرّر على أهل نجران، فتوجّه و قام بما توجّه له مسارعا إلى طاعة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، ثمّ أراد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) الحج فأذّن في الناس به و بلغت دعوته إليه أقاصي بلاد الإسلام، فتجهّز الناس للخروج، و كاتب أمير المؤمنين بالتوجه إلى الحج من اليمن، و لم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه، و خرج (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قارنا للحجّ بسياق الهدي، و أحرم من ذي الحليفة و أحرم اللّه الناس معه، و لبّى من عند الميل الذي بالبيداء، فاتّصل ما بين الحرمين بالتلبية، فلمّا قارب النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) مكة من جهة المدينة قاربها علي (عليه السلام) من جهة اليمن بعسكره، و تقدّمهم للقاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فأدركه و قد أشرف على مكة، فسلّم عليه و خبّره بما صنع، و قبض ما قبض، فسّر به و ابتهج بلقائه، فقال: بما أهللت يا علي؟ فقال: يا رسول اللّه إنّك لم تكتب إليّ بإهلالك، و لا عرفته فعقدت نيّتي بنيّتك، و قلت: اللهمّ إهلالا لا كاهلال نبيّك و سقت أربعا و ثلاثين بدنة، فقال: اللّه أكبر قد سقت أنا ستّا و ستّين و أنت شريكي في حجّي و مناسكي و هديي، فأقم على إحرامك وعد إلى جيشك و عجّل بهم إليّ حتّى نجتمع بمكّة، فعاد فلقى أصحابه عن قرب و قد لبسوا الحلل التي معهم، فأنكر على الذي استخلفه فاستعادها و وضعها في الأعدال (1) فأطعنوا ذلك عليه و كثرت شكايتهم منه حين دخلوا مكّة فأمر رسول اللّه مناديه فنادى:

ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنّه خشن في ذات اللّه غير مداهن في دينه، فكفّوا عن ذكره و عرفوا مكانه منه و سخطه على من رام الغميزة فيه (2).

و خرج مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) جماعة بغير سياق هدي، فأنزل اللّه‌ وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ


(1) الأعدال جمع عدل- بالكسر-: و الحمل.

(2) الغميزة: ضعف في العقل و في العمل.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست