responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 233

اركب فإنّ اللّه و رسوله عنك راضيان، فبكى أمير المؤمنين فرحا، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يا علي، لو لا أنّني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملاء من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك.

فصل: [في قصة المباهلة]

و لمّا انتشر أمر الإسلام بعد الفتح و ما ولّاه من الغزوات وفدت الوفود على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و كان ممّن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى منهم العاقب و السيّد و عبد المسيح، فقدموا المدينة فصارت إليهم اليهود فتساءلوا بينهم، فقالت النصارى لهم: لستم على شي‌ء، و قالت اليهود لهم: لستم على شي‌ء، و في ذلك أنزل اللّه: وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى‌ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ (1) إلى آخرها، فلمّا صلّى النبي العصر جاءوا إليه يقدمهم الاسقف، فقال: يا محمّد، ما تقول في السيّد المسيح؟ فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): عبد اللّه اصطفاه و انتجبه، فقال الاسقف: أ تعرف له أبا و أمّا؟

فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): لم يكن عن نكاح فيكون له والد، فقال: كيف تقول إنّه عبد مخلوق و أنت لا ترى عبدا بغير أب؟ فأنزل اللّه تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‌ (2).

فتلاها على النصارى و دعاهم إلى المباهلة، و قال: إنّ اللّه أخبرني أنّ العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة، و يبيّن اللّه الحقّ من الباطل، فاجتمع الأسقف و أصحابه و تشاوروا و اتّفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد، فلمّا رجعوا إلى رحالهم قال الاسقف: انظروا محمّدا فإن غدا بأهله و ولده فاحذروا مباهلته، و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غير شي‌ء، فلمّا كان الغد جاء النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) آخذا بيد علي (عليه السلام) و الحسن و الحسين (عليهما السلام) يمشيان بين يديه، و فاطمة تمشي خلفه، فسأل الاسقف عنهم، فقالوا: هذا عليّ ابن عمّه و هو صهره و أبو ولده و أحبّ الخلق إليه، و هذان الطفلان ابنا بنته من عليّ و هما أحبّ الخلق إليه، و هذه الجارية فاطمة ابنته و هي أعزّ


(1) البقرة: 113.

(2) الآيات: 59- 61.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست