نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 231
الإسلام و كلّمه في امرأته و ولده فوهبهم له.
و كان (عليه السلام) اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و قال له: تقدّم الجيش و أعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه وقع فيه (1)، فسار بريدة إلى باب رسول اللّه فلقيه بعض الجماعة و سأله عن حالهم، فأخبره و قال: إنّما جئت لأعرف النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ما فعل عليّ من اصطفائه الجارية، فقال: اذهب لما جئت فيه فإنّه سيغضب لابنته ممّا صنع علي، فدخل بريدة و معه كتاب خالد فيما أرسله فيه فجعل يقرأه و وجه رسول اللّه يتغيّر، فقال بريدة يا رسول اللّه إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيئهم، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم):
ويحك يا بريدة، أحدثت نفاقا؟ إنّ علي بن أبي طالب يحلّ له من الفيء ما يحلّ لي، إنّ عليّ بن أبي طالب خير الناس لك و لقومك و خير من أخلف بعدي لكافّة أمّتي، يا بريدة احذر أن تبغض عليّا فيبغضك اللّه، قال بريدة: فتمنّيت أنّ الأرض انشقّت لي فسخت فيها و قلت: أعوذ باللّه من سخط اللّه و سخط رسوله، يا رسول اللّه استغفر لي فلن أبغض عليّا أبدا و لا أقول فيه إلّا خيرا، فاستغفر له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
و في هذه الغزاة من الفضل لأمير المؤمنين و الفتح على يده و إظهار النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) منزلته، و أنّه يحلّ له من الفيء ما يحلّ له و اختصاصه بذلك دون غيره، و ما ظهر من حبّ النبي له، و تحذيره من بغضه و تعريف فضله من لم يكن يعرفه، و حثّ بريدة على حبّه و قوله: هو خير الناس لك و لقومك، و خير من أخلف بعدي لكافّة أمّتي، تعريض- لا و اللّه- بل تصريح بخلافته و إمامته، و إشعار بمحلّه منه و مكانته، و أنّه أحقّهم بمقامه من بعده، و أخصّهم به في نفسه، و آثرهم عنده ما لا يشاركه فيه أحد، و لا يقاربه و لا يدانيه، و من أين يشارك شأوه (عليه السلام) من يبتغيه، و قد اجتمع له من خلال الشرف ما اجتمع فيه صلّى اللّه عليه و على نبيّه و آله و ذويه.
فصل: [فضائله (عليه السلام) في غزاة السلسلة]
ثمّ كانت غزاة السلسلة، جاء أعرابي إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و قال: إنّ قوما من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل يريدون أن يبيتوك بالمدينة (2)، فأمر بالصلاة جامعة فاجتمعوا و عرّفهم و قال: من لهم؟ فانتدب جماعة من أهل الصفة عدّتهم ثمانون منهم