responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 229

باستخلافه عليّا حسدوه و عظم عليهم مقامه بعد رسول اللّه، و علموا أنّه لم يغب إذا حضرها، و أنّه لا مطمع للعدو فيها بوجوده، و غبطوه على الرفاهية و الدعة، و تكلّف من خرج منهم المشاق، فأرجفوا (1) أنّه لم يخلفه إكراما له و لا إجلالا، و إنّما خلفه استثقالا لمكانه و رغبة في بعده، فبهتوه بهذا الإرجاف كما قيل عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إنّه ساحر و إنّه شاعر و إنّما يعلّمه بشر، و هم يعلمون أنّهم يكذبون عليه، و إنّه على خلاف ما يقولون، فإنّه كان أحب الناس إليه و أقربهم من قلبه.

فلمّا سمع (عليه السلام) أراد إظهار كذبهم و فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و قال: يا رسول اللّه إنّ المنافقين زعموا أنّك إنّما خلّفتني استثقالا و مقتا، فقال: ارجع يا أخي إلى مكانك فإنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهلي و دار هجرتي و قومي، أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، فأظهر من استخلافه و أبان من منزلته منه ما استوجب به كلّما كان وجب لهارون (عليه السلام)، و استثنى النبوّة ليتحقق له ما عداها من الأحكام التي كانت لهارون في قوله تعالى: اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي‌ (2) و في قوله تعالى: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي. هارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي‌ فأجاب اللّه مسائلته بقوله تعالى: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى‌ (3) فوجب لعلي (عليه السلام) من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كلّما وجب لهارون من موسى عليهما الصلاة و السلام إلّا النبوّة التي استثناها.

و هذه فضيلة ما شاركه فيها أحد من البشر، و منقبة فات بها من بقي و من غبر، و سيرة طرزت عيون التواريخ و السير، و مكارم نبّه لها عليّ فاستغنى عن عمر، و لو علم اللّه تعالى أنّ نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يحتاج في هذه الغزاة إلى حرب لم يأذن في تخلفه، و لا رضى بلبثه عنها و توقفه، و لكنّه وعد بأنّ الجهة التي يقصدها لا يفتقر في نيلها إلى مصاولة و لا يحتاج في تملكها إلى منازلة فاستخلف عليا على حراسة دار هجرته، و حفظ ما يخالف عليه من كيد العدو و معرّته.

[قدوم عمرو بن معديكرب و اسلامه‌]

و لمّا عاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قدم عمرو بن معد كرب الزبيدي فقال له رسول اللّه:


(1) أرجف القوم: خاضوا في الأخبار السيّئة و ذكر الفتن على أن يوقعوا في النّاس الاضطراب من غير أن يصحّ عند هم شي‌ء.

(2) الأعراف: 142.

(3) طه: 32- 36.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست