responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 223

الجاهليّة تحت قدميك، فخرج حتّى جاءهم و معه مال قد بعثه النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فردّ إليهم الدماء و ما أصيب من الأموال؟ حتّى إنّه ليدي ميلغة الكلب (1) حتّى إذا لم يبق لهم شي‌ء من دم أو مال إلّا أدّاه، بقيت معه بقيّة من المال، فقال لهم: هل بقي لكم شي‌ء من دم أو مال؟ قالوا: لا، قال: فإنّي أعطيكم هذه البقيّة احتياطا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ممّا لا نعلم و لا تعلمون، ففعل و رجع إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فأخبره، فقال: أصبت و أحسنت، ثمّ قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتّى إنّه ليرى بياض ما تحت منكبيه و هو يقول: اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد ثلاث مرّات.

[غزوة حنين‌]

ثمّ كانت غزوة حنين، فاستظهر فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بكثرة الجمع، فخرج و معه عشرة آلاف من المسلمين، فظنّ أكثرهم أن لن يغلبوا لما شاهدوا من كثرة جمعهم و عددهم و عدّتهم، و أعجب أبا بكر الكثرة يومئذ فقال: لن نغلب اليوم من قلّة، فكان الأمر بخلاف ما ظنّوه و عانهم أبو بكر (2)، فلمّا التقوا لم يلبثوا و انهزموا بأجمعهم، و لم يبق مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلّا تسعة من بني هاشم، و عاشرهم أيمن بن أم أيمن، و قتل رحمه اللّه و ثبت التسعة الهاشميون و رجعوا بعد ذلك و تلاحقوا، و كانت الكرّة لهم على المشركين، فأنزل اللّه في إعجاب أبي بكر بالكثرة:/ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

(3) يريد عليّا (عليه السلام) و من ثبت معه من بني هاشم، أمير المؤمنين و ثمانية: العباس بن عبد المطّلب عن يمين رسول اللّه، و الفضل بن العباس عن يساره، و أبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفر بغلته، و أمير المؤمنين بالسيف بين يديه، و نوفل بن حرث، و ربيعة بن الحرث، و عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطّلب، و عتبة و معتب ابنا أبي لهب حوله و في ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي :

لم يواس النبي غير بني * * * هاشم عند السيوف يوم حنين‌


(1) قال الجزري: و في حديث علي أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب: هي الإناء الذي يلغ فيه الكلب، يعني أعطاهم قيمة كلّ ما ذهب لهم حتّى قيمة الميلغة.

(2) أي أصابهم بالعين.

(3) التوبة: 25.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست