responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 221

فإنّ من كان بحيث لا يقوم مقامه و لا يسدّ مسدّه إلّا علي (عليه السلام) فله أن يطاول الأفلاك، و يفاخر الأملاك، و لو كان في الصحابة من يوافق الأنصار على عزل صاحبها به لاختاره لذلك، و ندبه إليه، و لكنّه أبو الحسن القائم مقام نفسه، و المشارك له في نوعه و جنسه صلّى اللّه عليهما و آلهما الطاهرين.

و كان عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أن لا يقاتلوا بمكة إلّا من قاتلهم سوى نفر كانوا يؤذونه، فقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) منهم الحويرث بن نفيل بن كعب و كان يؤذي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بمكة و بلغه (عليه السلام) أنّ أخته أم هاني قد آوت ناسا من بني مخزوم فيهم الحرث بن هشام و قيس بن السائب، فقصد (عليه السلام) دارها و هو مقنّع بالحديد، فنادى: أخرجوا من أويتم، فخرجت إليه أم هاني و هي لا تعرفه، فقالت: يا عبد اللّه أنا أم هاني بنت عم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و أخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري، فقال: أخرجوهم، فقالت: و اللّه لأشكونّك إلى رسول اللّه، فرفع المغفر عن رأسه، فعرفته فجاءت تشتدّ حتّى التزمته و قالت: فديتك، حلفت لأشكونّك إلى رسول اللّه، فقال: اذهبي فبرّي قسمك فإنّه بأعلى الوادي، قالت: فجئت إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو في قبّة يغتسل و فاطمة تستره، فلمّا سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كلامي قال: مرحبا بك يا أم هاني و أهلا، قلت: بأبي أنت و أمّي أشكو إليك ما لقيت من علي اليوم، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): قد أجرت من أجارت، فقالت فاطمة: إنّما جئت يا أم هاني تشكين عليّا فإنّه أخاف أعداء اللّه و أعداء رسوله، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): قد شكّر اللّه سعي عليّ و أجرت من أجارت أم هاني لمكانها من عليّ.

و لمّا دخل (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) المسجد وجد فيه ثلاثمائة و ستّين صنما بعضا مشدود ببعض بالرصاص، فقال: أعطني يا علي كفّا من الحصا، فناوله كفّا فرماها به و هو يقول: جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (1) فلم يبق فيها صنم إلّا خرّ لوجهه و أخرجت من المسجد و كسرت.

فصل [في قصة بني جذيمة]

لمّا أنفذ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) خالد بن الوليد إلى جذيمة (2) داعيا لهم إلى الإسلام و لم ينفذه محاربا، فخالف أمره و نبذ عهده فقتل القوم و هم على الإسلام، و أخفر


(1) الإسراء: 81.

(2) حذيمة في النسخة المخطوطة.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست