responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 211

فالثار عندي يا علي لو أنّني * * * أدركته و العقل منّي كامل‌

ذلّت قريش بعد مقتل فارس * * * و الذل مهلكها و خزي شامل‌

ثمّ قالت: و اللّه لا ثارت قريش بأخي ما حنّت النيب (1).

[غزوة بني قريظة]

فصل: و لمّا انهزم الأحزاب و ولّوا عن المسلمين، عمل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) على قصده بني قريظة، و أنفذ أمير المؤمنين (عليه السلام) في ثلاثين من الخزرج و قال له: انظر بني قريظة هل تركوا حصونهم؟ فلمّا شارفها سمع منهم الهجر (2)، فرجع إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فأخبره، فقال: دعهم فإنّ اللّه سيمكن منهم، إنّ الذي أمكنك من عمرو لا يخذلك، فقف حتّى يجتمع الناس إليك و ابشر بنصر اللّه فإنّ اللّه قد نصرني بالرعب بين يديّ مسيرة شهر، قال علي (عليه السلام): فاجتمع الناس إليّ و سرت حتّى دنوت من سورهم، فأشرف عليّ شخص منهم و نادى: قد جاءكم قاتل عمرو، و قال آخر كذلك، و تصايحوا بها بينهم و ألقى اللّه الرعب في قلوبهم، و سمعت راجزا يرجز:

قتل عليّ عمروا * * * صاد عليّ صقرا

قصم عليّ ظهرا * * * أبرم عليّ أمرا

هتك علي سترا

فقلت: الحمد للّه الذي أظهر الإسلام و قمع الشرك.

و كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال لي: سر على بركة اللّه فإنّ اللّه قد وعدكم أرضهم و ديارهم، فسرت متيقّنا بنصر اللّه عزّ و جلّ، حتّى ركزت الراية (3) في أصل الحصن و استقبلوني يسبّون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فكرهت أن يسمعه رسول اللّه فأردت أن أرجع إليه فإذا به قد طلع فناداهم: يا إخوة القردة و الخنازير إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، فقالوا: يا أبا القاسم ما كنت جهولا و لا سبابا، فاستحى (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و رجع القهقري قليلا ثمّ أمر فضربت خيمته بإزاء حصونهم، و أقام يحاصر هم خمسا و عشرين ليلة حتّى سألوه النزول على حكم سعد بن معاذ (4)، فحكم فيهم سعد بقتل الرجال و سبي الذراري‌


(1) النيب جمع ناب و هي الناقة المسنّة. يقال: لا أفعله ما حنّت النيب أي أبدا.

(2) قال الجوهري: الهجر: الهذيان، و الهجر: الاسم من الإهجار و هو الإفحاش في المنطق.

(3) ركز الرمح في الأرض أي أدخله فيها.

(4) و وجه نزولهم على حكم سعد بن معاذ أنّهم كانوا حلفاء الأوس و كان سعد من أشراف هذه القبيلة و هو ذو فضل كثير و هو الذي ورد عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في حقّه: «اهتزّ له العرش» و قد أصيب سعد بن معاذ في غزوة أحد بسهم رماه رجل من بني عامر فقطع أكحله فقال: اللّهمّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنّه لا قوم أحب إليّ أن أجاهد من قوم آذوا رسولك و كذّبوه و أخرجوه، و إن كنت وضعت الحرب بيننا و بينهم فاجعله لي شهادة و لا تمتني حتّى تقرّ عيني في بني قريظة، فلمّا دعا بذلك انقطع الدم ثمّ لمّا حكم في بني قريظة انفجر عرقه و مات من يومه رحمه اللّه تعالى و رضى عنه.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست