responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 207

الصلح و الكفّ عنه و الرجوع بقومهما عن حربه، على أن يعطيهما ثلث ثمار المدينة، و استشار سعد بن معاذ و سعد بن عبادة فيما بعث به إليهما، فقالا: إن كان هذا أمر أمر اللّه به و لا بدّ منه فافعل، و إن كنت تفعله من أجلنا كان لنا فيه رأي، فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): لم يأتني فيه وحي و لكنّي رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحد و جاءوكم من كلّ جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم. فقال سعد بن معاذ: قد كنّا و نحن على الشرك باللّه و عبادة الأوثان لا نعبد اللّه و لا نعرفه، و لم نكن نطعمهم من ثمرنا إلّا قرى (1) أو بيعا، فالآن حين أكرمنا اللّه بالإسلام و أعزّنا بك نعطيهم أموالنا؟! ما لنا إلى ذلك حاجة، و اللّه لا نعطيهم إلّا السيف حتّى يحكم اللّه بيننا و بينهم، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): قد عرفت ما عندكم فكونوا على ما أنتم عليه، فإنّ اللّه لن يخذل نبيّه و لن يسلّمه حتّى ينجز وعده.

ثمّ جعل (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يدعو المسلمين إلى جهاد عدوّهم يشجّعهم و يعدهم النصر، فانتدب فوارس من قريش للبراز منهم عمرو بن عبد ود و عكرمة بن أبي جهل و هبيرة ابن أبي وهب المخزوميان، و ضرار بن أبي الخطاب و مرداس الفهري، و أقبلوا تعنق بهم خيولهم حتّى وقفوا على الخندق و قالوا: هذه مكيدة لا تعرفنا العرب، ثمّ يمّموا مكانا ضيّقا من الخندق فاقتحموه و صاروا في السبخة، و خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفر من المسلمين فأخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها، فتقدم عمرو بن عبد ود و قد أعلم ليرى مكانه، و قال: هل من مبارز، فبرز إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له عمرو:

ارجع يا بن أخي فما أحبّ أن أقتلك، فقال له عليّ: قد كنت يا عمر و عاهدت اللّه أن لا يدعوك رجل إلى إحدى خلّتين إلّا اخترت إحداهما منه، قال: أجل: فما ذلك؟ قال:

إنّي أدعوك إلى اللّه و رسوله و الإسلام، فقال: لا حاجة لي بذلك، قال: فإنّي أدعوك إلى النزال، قال: ارجع فقد كان بيني و بين أبيك خلّة و ما أحبّ أن أقتلك، فقال له أمير المؤمنين: لكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت آبيا للحق، فحمى عمرو و نزل عن فرسه و ضرب وجهه حتّى نفر و أقبل على عليّ مصلتا سيفه، و بدره بالسيف فنشب سيفه في ترس علي (عليه السلام) و ضربه أمير المؤمنين فقتله، و انهزم من كان معه، و عاد علي (عليه السلام) إلى مقامه الأوّل، و قد كانت قلوب أصحابه الذين خرجوا معه تطير جزعا، و أنشد الأبيات البائية التي ذكرتها آنفا.


(1) أي ضيافة.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست