نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 171
في وصف زهده في الدنيا و سنّته في رفضها و قناعته باليسير منها و عبادته
قال الخوارزمي و نقلته من مناقبه عن أبي مريم قال: سمعت عمّار بن ياسر قال:
سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: يا علي، إنّ اللّه تعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحبّ إليه منها: زهّدك فيها و بغّضها إليك، و حبّب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا و رضوا بك إماما، يا علي، طوبى لمن أحبّك و صدق عليك، و الويل لمن أبغضك و كذب عليك، أمّا من أحبّك و صدق عليك فإخوانك في دينك، و شركاؤك في جنّتك، و أمّا من أبغضك و كذب عليك فحقيق على اللّه تعالى يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذّابين.
و منه عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال: رأيت على عليّ (عليه السلام) قميصا زريّا (1) إذا مدّه بلغ الظفر، و إذا أرسله كان مع نصف الذراع.
و منه قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أن أحدا كان في هذه الامّة بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أزهد من علي بن أبي طالب، قال: حدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي، قال: حدّثنا بهذا الحديث عاليا عن الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصفهاني.
و منه عن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي بن أبي طالب القصر، فوجدته جالسا و بين يديه صحيفة (بالتصغير) فيها لبن حازر (2) أجد ريحه من شدّة حموضته، و في يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه، و هو يكسر بيده أحيانا، فإذا غلبه كسره بركبته و طرحه فيه، فقال: أدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إنّي صائم، فقال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه كان حقّا على اللّه أن يطعمه من طعام الجنّة، و يسقيه من شرابها، قال: فقلت لجاريته و هي قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة أ لا تتّقين اللّه في هذا الشيخ، أ لا تنخلون (3) له طعاما ممّا أرى فيه من النخالة؟
فقالت: لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاما، قال (عليه السلام): ما قلت لها؟ فأخبرته، فقال: بأبي
(1) الزري- بتشديد الياء-: الحقير الذي لا يعدّ شيئا.