نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 169
و في آخر عنه إنّها سألته و أخبرها أنّ عليّا قتلهم، فقالت: انظر ما تقول، قلت:
و اللّه لهو قتلهم، فقالت مثل ما تقدّم و زادت فيه- و إجابة دعوة-. و أورده صديقنا العزّ المحدّث الحنبلي الموصلي أيضا، و قد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدّة طرق اقتصرنا منها على ما أوردناه.
و منه عن سليمان بن بريدة عن أبيه أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال لفاطمة: إنّ زوجك (1) خير أمّتي أقدمهم سلما و أكثرهم علما.
و نقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال: أخبرني بعض الثقات عن رجاله قالوا: دخل أحمد بن حنبل إلى الكوفة و كان فيها رجل يظهر الإمامة، فسأل الرجل عن أحمد ما له لا يقصدني؟ فقالوا له: إنّ أحمد ليس يعتقد ما تظهر فلا يأتيك إلّا أن تسكت عن إظهار مقالتك له، قال: فقال: لا بدّ من إظهاري له ديني و لغيره، و امتنع أحمد من المجيء إليه، فلمّا عزم على الخروج من الكوفة قالت له الشيعة: يا أبا عبد اللّه أ تخرج من الكوفة و لم تكتب عن هذا الرجل؟ فقال: ما أصنع به لو سكت عن إعلانه بذلك كتبت عنه، قالوا: ما نحب أن يفوتك مثله، فأعطاهم موعدا على أن يتقدموا إلى الشيخ أن يكتم ما هو فيه، و جاءوا من فورهم إلى المحدّث (2) و ليس أحمد معهم، فقالوا: إنّ أحمد عالم بغداد، فإن خرج و لم يكتب عنك فلا بدّ أن يسأله أهل بغداد لم لم تكتب عن فلان؟ فتشهر ببغداد و تلعن، و قد جئناك نطلب حاجة، قال: هي مقضية، فأخذوا منه موعدا و جاءوا إلى أحمد و قالوا: قد كفيناك، قم معنا فقام، فدخلوا على الشيخ، فرحّب بأحمد و رفع مجلسه و حدّثه ما سأله فيه أحمد من الحديث، فلمّا فرغ أحمد مسح القلم و تهيّأ للقيام، فقال له الشيخ: يا أبا عبد اللّه، لي إليك حاجة، قال له أحمد: مقضية، قال: ليس أحب أن تخرج من عندي حتّى أعلمك مذهبي، فقال أحمد:
هاته، فقال له الشيخ: إنّي أعتقد أنّ امير المؤمنين صلوات اللّه عليه كان خير الناس بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و إنّي أقول إنّه كان خيرهم و إنّه كان أفضلهم و أعلمهم، و إنّه كان الإمام بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، قال: فما تمّ كلامه حتّى أجابه أحمد فقال: يا هذا و ما عليك في هذا القول قد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): جابر و أبو ذر و المقداد