نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 117
و حرصا في علم، و علما في حلم، و قصدا في غنى، و خشوعا في عبادة، و تحمّلا في فاقة، و صبرا في شدّة، و طلبا في حلال، و نشاطا في هدى، و تحرجا في طمع، إلى آخرها (1).
و هي من محاسن الكلام و بديعه، و كيف لا و مصدرها من بحر العلوم، و مرعاها جنيّ الشيخ و القيصوم (2)، سيّد العرب و أميرها، و وصيّ الرسالة و وزيرها.
و من كتاب المناقب لأبي المؤيّد الخوارزمي عن علي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال: يا علي لو أنّ عبدا عبد اللّه عزّ و جلّ مثل ما قام نوح في قومه، و كان له مثل احد ذهبا، فأنفقه في سبيل اللّه، و مدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه، ثمّ قتل بين الصفا و المروة مظلوما ثمّ لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنّة و لم يدخلها.
و منه قال: و أخبرنا بهذا الحديث عاليا (3) الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني مرفوعا إلى عائشة، قالت: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو في بيتي لمّا حضرته الوفاة: ادعوا لي حبيبي، فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثمّ وضع رأسه، ثمّ قال: ادعوا لي حبيبي، فقلت: ويلكم ادعوا له عليّ بن أبي طالب فو اللّه ما يريد غيره، فلمّا رآه فرّج الثوب الذي كان عليه ثمّ أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه (4) حتّى قبض و يده عليه.
و منه عن معاوية بن ثعلبة قال: جاء رجل إلى أبي ذر و هو جالس في المسجد و عليّ يصلّي أمامه، فقال: يا أبا ذر أ لا تحدّثني بأحبّ الناس إليك؟ فو اللّه لقد علمت أنّ أحبّهم إليك أحبّهم إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، قال: أجل، و الذي نفسي بيده إنّ أحبّهم إليّ أحبّهم إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو ذاك الشيخ- و أشار بيده إلى عليّ (عليه السلام)-.
و من المناقب أيضا قال رجل لسلمان: ما أشدّ حبّك لعلي؟ قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: من أحبّ عليّا فقد أحبّني، و من أبغض عليّا فقد أبغضني.
(2) جنى الثمر: تناوله من شجرة. و ثمر جنيّ- بتشديد الياء-: ثمر جنى من ساعته. و الشيخ: نبات أنواعه كثيرة و كلّه طيّب الرائحة و منه نوع ينبت في بلاد العرب ترعاه المواشي. و القيصوم: نبات ذهبي الزهر ورقه كالسداب و ثمره كحبّ الآس إلى غبرة طيّب الرائحة يتداوى به.