الرسول صلى اللّه عليه و آله، و خطيب مدحة أولاد البتول (عليها السلام)، الذي ليس له نظير في المراثي (الأردوية) جمع اللّه له من الكمال الأدبي، و الفنّ الشعري، ما قلما يتفق غالبا في شخص واحد، ففاق بكماله الأدبى و الشعري، الأقران و الأماجد.
برع بعلمه من بين الشعراء الأدباء العلماء، و طلع بفنّه كالشمس اللّامعة في كبد السماء، حتى أنّ أشعّة كماله ما زالت ترقرق في الأنظار و العيون، و دويّ صوته و صيته ليتردّد و يدوم و لو مضت القرون، و لم أك مبالغا ان قلت: انه كان بمنزلة «الفرزدق» و «دعبل» و «الكميت»، من الشعراء الغرّ الذين أسّسوا طريق الانتصار لأهل البيت (عليهم السلام).
و كيف كان فالرجل أعظم و أغنى من ان يعرّف في الأقطار الهندية، و ان كان خفيا عن الأنظار العربيّة، فلذا كتبنا أسطرا فيما زبر، و سنزيد عليه شيئا ليبقى له أثر،.
قال في «دائرة المعارف الهندية» ما معرّبه:
«انه شاعر مشهور، اسمه (مير ببر علي)، و لقبه في الشعر (الأنيس)، ابن (مير الخليق) تولّد في (فيضآباد) سنة (1800 م) درس ابتداء على (المولوي حيدر علي) و (المفتي مير عباس) و في الشعر على والده، و انتقلت أسرته الى (لكهنو) بعد مدة، كان غيورا و قنوعا و فخورا بفضائل أصله الأصيل، و كانت جبلته على الشعر، سلك خطّ الرثاء ارشادا لوالده فرقّاه أوج الكمال، حتى صار ملكا لهذا الاقليم، ألّف ألوفا من المراثي، و المنظومات، و الرّباعيات، و كان في الصف الأول بين أبناء صنفه، و يعدّ أفضل و أكمل الشعراء في سلكه.