responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 340

قال صاحب «نجوم السماء» ما هذا لفظه معرّبا: «الذي بلغني من حالاته (أي المفتى عباس) في طفوليته أنه كان سريع الفهم، لقنا جيدا، لم يمل الى اللهو و اللعب مثل سائر الأطفال، بل كان متنفرا عنه و عن اضاعة الأوقات، و اذا لعب مع أترابه كان لعبه قياما و قعودا، ثم يسجد قائلا: «أريد أن أرى أيّنا أكثر سجودا» [1].

و لربما كان يصعد السطح وقت نصف النهار، و يضع جبهته على الرمضاء كالنّار و يكرّر كلمة: «يا اللّه» يصل عددها أحيانا الى الف، فلم يرفع الرأس حتى تنقطع الأنفاس، و يبتلّ التراب فيتحوّل طينا مما تقاطر عليه من عرقه و دموعه [2] و انه كان يقرأ القرآن مرّة و يعلم على حاشيته بحرف (ف) بحبر أحمر فقال قائل: ما هذا؟ هل المراد منه «الفائدة»؟ قال: لا، هذا فاء فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، انى أريد أن أكتب كتابا فيها، هذا كلامه في الصغر، و ما انصرمت أيام الا أثبته في الكبر، لأنه ألّف الكتاب (روائح القرآن في فضائل أمناء الرحمن) [3] الذي سنذكره إن شاء اللّه المستعان.

لطيفة

حكي أنه غاب مرّة في طفوليته، فكلما فتّشوه قلّما وجدوه حتى اكتشفوه داخل ستار المكان الذي هيئ لإقامة الأعلام في تعزية الحسين (عليه السلام)، و كان هناك قرآن قديم خطّي، فوجدوه مكبّا. على ذلك القرآن الكريم، يلحس صفحاته بلسانه، كأنما كتب بحبر من سكّر لا من مداد، و قد انمحت حروفه التي كتبت بالسواد، فقالوا له: ما ذا تفعل يا بني؟ فأجاب:

مهلا، انه لم يبق إلا صفيحات، أريد أن أنقل كل القرآن الى صدري.

نشؤه و تحصيلاته

نشأ المفتي كما علمت في بيت من العلم و الاجتهاد، و بيئة من الخير


[1] نجوم السماء (ج 2/ 68)

[2] المصدر

[3] المصدر

نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست